صحيفة الكترونية اردنية شاملة

منح الجولان لإسرائيل …ترامب يتصرف كمدير دائرة أراضي العالم

منذ أن تسلم ترامب منصبه رئيسا لأكبر دولة في العالم ، ضرب بعرض الحائط القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي وقعت عليها الولايات المتحدة ، وأصبح صهيونيا أكثر من الإسرائيليين ، ويسخر إمكانات الولايات المتحدة الأمنية والعسكرية والسياسية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى

ينتمي الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) ونائبه (مايك بنس) الى طائفة (الإفنجلست) البروتستانتية الأمريكية العنصرية (اليمين المسيحي المتصهين)، التي تعتمد التوراة مرجعا اساسيا لمعتقداتها والتي تؤمن وتبشر بنبوءة تتحدث عن «آخر الزمان»، حيث يجيء المسيح ثانية إلى الارض، مسبوقا بقرع الطبول ونفخ ابواق المزامير، ليقود الحرب الفاصلة والأخيرة على الارض، حرب الايمان والخير والسلام، ضد الكفر والشر والقتال، فينتصر الخير على الشر، بإبادة الكافرين جميعا، وتمتلئ الارض خيرا وسلاما إلى آخر الزمن. ويلتقي أتباع هذه الطائفة والحركة الصهيونية عند نقاط خط دعم اسرائيل وتقويتها وحمايتها وجعلها جاذبة لليهود من جميع أنحاء العالم.
ويفتقر ترامب ، الى الحكمة والفهم السليم للسياسة الدولية والقانون الدولي، والذي يبالغ أكثر ممن سبقه ، في عنصريته وفي انحيازه الكامل لإسرائيل ولحكومتها العنصرية واليمينية ، وهو شخص متهور ولا يمكن الحكم على تصرفاته وتوقع قراراته ، كما لا يمكن التأكد من معرفة خطوته اللاحقة، وردة فعله على أي تطور او حدث، والتي غالبا ما تكون فوريّة، ودون تروٍّ.
ومنذ أن تسلم ترامب منصبه رئيسا لأكبر دولة في العالم ، ضرب بعرض الحائط القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي وقعت عليها الولايات المتحدة ، وأصبح صهيونيا أكثر من الإسرائيليين ، ويسخر إمكانات الولايات المتحدة الأمنية والعسكرية والسياسية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى ، لكسب دعم اللوبي الصهيوني وأصوات اليهود في الإنتخابات القادمة ، والهروب الى الأمام على ضوء الأزمات والفضائح والمشاكل الداخلية التي تلاحقه .
ولم يعد ترامب يتصرف كرئيس دولة عظمى يحافظ على الأمن والإستقرار العالمي ، وإنما كرئيس عصابة دولية ، وكمدير لدائرة أراضي العالم ، يصرف سندات تسجيل أراضي لا يملكها لدول لا تستحقها . فقد قام بصرف سند تسجيل القدس لإسرائيل وإعترف بها عاصمة أبدية لإسرائيل ، كما صرف سند تسجيل الجولان السورية المحتلة لإسرائيل ، وتم إزالة صفة الإحتلال الإسرائيلي عن الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان .علما بأن هذه المناطق أراضي محتلة من قبل إسرائيل عام 1967 وصدرت قرارات دولية بحقها من مجلس الأمن الدولي تعتبر هذه الأراضي محتلة .
كل هذه القرارات تصدر في ظل واقع عربي مزري ونظام عربي في أسوأ حالاته ، ويبدو بأن ترامب يواصل تطبيق خطة صفقة القرن على الأرض دون مراعاة لقرارات الشرعية الدولية التي لا تطبق الا على العرب فقط .
والخطورة تكمن في رفع صفة الإحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة ، وقد تكون الخطوة القادمة لترامب صرف سند تسجيل بهذه المناطق لاسرائيل خاصة وأن ردود الفعل العربية متواضعة وتكتفي بالشجب والإستنكار فقط . وهل يستبعد أن يقوم ترامب بإصدار سند تسجيل بإعتبار الأردن هي فلسطين ( الوطن البديل ) تماشيا مع أفكار اليمين الإسرائيلي ؟
وعلى ضوء ذلك والواقع العربي الرسمي الضعيف وسيولة النظام الدولي، فإنه لا يمكن وقف الإجراءات الأمريكية باللجوء للأمم المتحدة ، ولم يبق سوى خيار شعبي وهو قيام إنتفاضة شعبية فلسطينية مسلحة وإشعال الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة وفتح جبهة الجولان لقلب الطاولة على الجميع وإفشال مخططات صفقة القرن .

التعليقات مغلقة.