صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دبلوماسية أردنية نشطة تعيد الدفء للعلاقة مع السعودية

 

تنشط الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك بشكل مكثف في هذه الأيام في عدة إتجاهات، قبل أيام من عقد القمة العربية في تونس (31/3) ، في إطار مساعي الأردن لتشبيك علاقاته الإقليمية والدولية وحشد الدعم العربي والدولي حول مواقفه تجاه القدس الشريف وللحفاظ على الوضع القانوني والسياسي القائم والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة ، وكذلك السعي للحصول على دعم القادة العرب وتبني توصية في قرارات القمة تؤكد الوصاية الهاشمية. وهي توصية يحتاجها الأردن الآن على ضوء التسريبات الإسرائيلية التي تدعي بأن صفقة القرن تتضمن وجود آلية جديدة لإدارة الأماكن المقدسة تشمل تشكيل لجنة دولية لإدارة هذه الأماكن .

وفي هذا الإطار جاءت زيارة دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز كموفد ملكي شخصي لجلالة الملك ، على رأس وفد عسكري وأمني وإقتصادي رفيع المستوى للسعودية (27/3) ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتسليمه رسالة خاصة من جلالة الملك عبدالله الثاني. كما تم بحث العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، والتطورات الإقليمية بما يحقق الرؤى والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. 

ولعبت هذه الزيارة دورا مهما جدا في إذابة الجليد وإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين، نظرا لحاجة كل بلد للآخر في ظل الظروف الإقليمية المعقدة، فالأردن والسعودية دولتان حدوديتان محوريتان مهمتان في المنطقة ربطتهما علاقة إستراتيجية في مختلف المراحل ، وكل بلد يشكل عمقا إستراتيجيا للآخر، وأمن كل بلد مهم للآخر ، وتحتاج العلاقة الى إدامة التواصل والتنسيق بشكل دوري ومنظم بين البلدين ضمن آلية يتفق عليها البلدان .

والأردن ينتظر من السعودية ما يلي : 

1. تفهم ظروف الأردن ومخاوفه وحاجاته في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الإقليم ، مع إقتراب الإعلان عن صفقة القرن والمساعي الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، ربما على حساب المصالح الوطنية العليا للأردن . وبالتالي فالأردن بحاجة الى دعم سياسي لأمنه وإستقراره لمواجهة أي ترتيبات إقليمية تنتج عما يسمى صفقة القرن .

2. دعم معنوي واضح من القيادة السعودية في قمة تونس لموقف الأردن من قضية القدس الشريف والتأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة .

3. مواصلة دعم الأردن ماليا وإقتصاديا وتجاريا وإستثماريا لإخراجه من أزمته الإقتصادية الخانقة . 

أما السعودية فهي تنتظر من الأردن ما يلي : 

1. مواصلة الدعم الأردني لمواقف السعودية في اليمن .

2. دعم وإسناد السعودية في مواجهة التهديدات الإيرانية لأمن الخليج والأمن القومي العربي بشكل عام، والتنسيق المشترك لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة . 

3. تنسيق المواقف في القضايا الإقليمية ، ومراعاة المصالح السعودية في أي علاقات إقليمية مع تركيا وقطر والعراق .

4. دعم المواقف السعودية لمواجهة الحملات الإعلامية التي تستهدف تشويه سمعة السعودية ، وهذا يتطلب معالجة قيام بعض الأردنيين بالمشاركة بهذه الحملة على قنوات فضائية معينة .

التعليقات مغلقة.