صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ذكرى الإسراء والمعراج …في ظل غطرسة أمريكية وصهيونية ومحاولة تهويد المسجد الأقصى

صراعنا مع الصهيونية العالمية صراع عقيدة وصراع وجود ، ومهما إشتدت الخطوب على هذه الأمة فإن مع العسر يسر ، فالفرج بإذن الله قادم ، وسنن الله تتحقق على أرض الواقع

تحظى القدس الشريف بمكانة خاصّة عند المُسلمين، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وأوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بشدّ الرحال إليها بعد المسجد الحرام في مكّة، والمسجد النبوي في المدينة المُنوّرة، كما تتمثّل أهميّة القُدس الدينيّة في كونها مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام في معجزة الإسراء والمعراج، وصلّى بالأنبياء السابقين، وصعد منها إلى السماء، كما في قوله تعالى( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
ولاهمية القدس الشريف بالنسبة للمسلمين تسلم مفتاح القدس شخصيا بعد فتحها رجل بحجم الفاروق عمر بن الخطاب خليفة المسلمين رضي الله عنه ، وشرف الله سبحانه وتعالى أعظم الرجال في فتح وتحرير القدس الشريف : أمين الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح وصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهما .
وقد ربط الله عز وجل أمن المسجد الأقصى بأمن المسجد الحرام (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى …)، فالمسجد الأقصى هو خط الدفاع الأول عن المسجد الحرام .
وفي هذه الأيام تحل ذكرى الإسراء والمعراج والأمة العربية والإسلامية في أسوأ حال ، أمة ضعيفة في ذيل القائمة بين الأمم ، أمة مفككة متناحرة ومتصارعة ، أمة تابعة وراصخة للأجنبي ، لا تملك من أمرها شئ، وبأس هذه الأمة فيما بينهم شديد والعداء فيما بين الدول العربية أكثر شدة من عدائها لإسرائيل .
في هذه الأيام أيضا تقود العالم إدارة أمريكية متصهينة ومتغطرسة تحارب نيابة عن إسرائيل، وقررت الإعتراف بالقدس الشريف عاصمة أبدية لإسرائيل، وتسعى هذه الإدارة الى فرض الإستسلام وسياسة الأمر الواقع على الأمة العربية، وكذلك فرض التطبيع ودمج إسرائيل في منظومة الأمن الإقليمي كدولة قائدة في المنطقة تصول وتجول في أرض العرب برضى وتآمر بعض العرب ، وبلغت إسرائيل علوا لم تبلغه من قبل ، وتسعى الى تهويد المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه.
ورغم أن توازن القوى ليس في صالح الأمة العربية والإسلامية ، ورغم كل القنوط والإحباط الذي تعيشه الأمة ، إنعكاسا لهذا الواقع المزري ولتكالب أمم الأرض علينا ، إلا أن هناك فسحة أمل وأن ثقتنا بالله كبيرة وأن وعد الله بنصر هذه الأمة سيتحقق قريبا بإذن الله ، قال تعالى : ( وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا” (الإسراء،الآية104) . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)الأية 7 سورة الإسراء .
إن صراعنا مع الصهيونية العالمية صراع عقيدة وصراع وجود ، ومهما إشتدت الخطوب على هذه الأمة فإن مع العسر يسر ، فالفرج بإذن الله قادم ، وسنن الله تتحقق على أرض الواقع، تجميع اليهود من كل بقاع الأرض في فلسطين (جئنا بكم لفيفا) وبالمقابل تجميع كل العرب والمسلمين(الفلسطيني والسوري والعراقي واليمني والليبي والمصري ….) في أرض الأردن أرض الحشد والرباط ( لا تقوم الساعة حتى تحاربوا اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه …..) ، فليس صدفة أن يتم ذلك وإنما هي من ترتيبات العلي القدير، وأن الله العظيم سيهيئ الظروف لتحرير فلسطين ، ولن يمنح هذا الشرف إلا لرجل وقائد من عباده الصالحين ، وسيتم تحرير فلسطين كاملة بأيدي عباد الله الصالحين وإنطلاقا من أرض الأردن بعز عزيز أو بذل ذليل .
اللهم فرج كرب هذه الأمة وعجل بالفرج وتحرير المقدسات

التعليقات مغلقة.