صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جريمة نيوزيلندا وبراءة الدين من تبعاتها بقلم: صلاح خزاعلة

في البداية وقبل كل شيء رحم الله شهداء الجمعة المباركة وجعل الجنة مثواهم في عليين . الأمر الآخر  أن صب نار الفتنة الدينية لأشد وقعا وبأسا من الجريمة النكراء الخسيسة… فلا دين الإسلام الحنيف ولا الدين المسيحي يرضى يقتل الآخر لاختلاف دينه … فأفكار اليمين أيا كان مصدرها الدين منها برآء.

فسنة الله عز وجل في الارض الاختلاف .. وحكم الله ان نرضى بهذا الاختلاف ونتعايش معه بإنسانية مطلقة تعزز فكرة الاستخلاف في الارض، فحسن المعاملة مع الإنسان الاخر  ( الإنسان  وليس الأنظمة والتوجهات المصلحية والسياسية الخبيثة ) هو الفيصل في قبول الاخر والتعامل معه باخلاق الرجال الواثقين المؤمنين بسمو النفس ورقيها. فالأساس قبل اي شيء هو وجود مجتمعات تحمل افكار ومعتقدات دينية وسياسية بين الأفراد المكونين لها … يشتركون بوحدة الحال والمصير المشترك والمنفعة المشتركة التي هي أساس التقائهم وتعايشهم السوي المنتج .. والاستثناء حالة الاصطفاف والعداء للآخر والتي نتجت بسبب افكار وطروحات بعيدة عن اصل وتعاليم الأديان وبعيدة أيضا عن المنطق والعقلانية والمصلحة المشتركة.

ما أدلي به ليس رأيا او فكرة بل هو واقع معاش كان في السابق في عهد الخلافة وما بعدها في  كل الأقطار العربية والمسلمة  وموجود أيضا لدى جميع  دول العالم ومن بينها الغرب، وبالتالي فان اَي حدث او جريمة او ارهاب هو الاستثناء المعتم القبيح الذي يجب ان نتصدى له بالرجوع الى مرجعيات الذات السوية النقية الإنسانية وهي الدين المتسامح قبل اي شيء ومن ثم الأخلاق الراقية والفكر المتقد النير والإنسانية الجامعة الرافضة لكل ظلم واضطهاد وتجبر على حق الاخر مهما كان … وفي الختام يبقى حبل الله المفتول … رب الناس اجمعين … هو الملجأ والنور  الذي نستمد منه  أمل الوجود … فجميعنا  ملزمون بالاجتهاد لتحقيق العدل المنصف الذي يرسي دعائم الاستكمال والاستمرار في نهج الحياة القويم وملزمون أيضا ان نبقى محكومين بالأمل والإيمان بان الله محق للعدل والرحمة ولو ابى المتطرفون والمنتفعون …اللهم  رحمتك التي وسعت كل شيء  أمانا واطمئنان .. اللهم امين.

التعليقات مغلقة.