صحيفة الكترونية اردنية شاملة

“قمة تونس”.. طموحات وتحديات التضامن العربي المشترك

 تنطلق في العاصمة التونسية، يوم غد الأحد، أعمال الدورة العادية الثلاثين من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، برئاسة تونس خلفاً للمملكة العربية السعودية، حيث ستناقش العديد من القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية برمتها.

وبدأ رؤساء الدول وممثلو الوفود المشاركة الوصول إلى العاصمة التونسية أمس الجمعة، ومن المتوقع استكمال وصولهم اليوم السبت، حيث تلتئم هذه القمة وسط ضغط العديد من الظروف الإقليمية، التي تستدعي تعزيز مقومات العمل العربي المشترك وتفعيله، ومواجهة مختلف التحديات بالمنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب التطرق للأوضاع التي تشهدها دول ليبيا واليمن وسوريا والعراق، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ودعم السلام في السودان، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ودعم الصومال، فضلاً عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من البنود المدرجة على جدول الأعمال.

وبين الملفات المزمنة وأخرى مستجدة، تتراكم الملفات والتداعيات السياسية على برنامج القمة، فيما يبقى الشارع العربي من المحيط إلى الخليج يتطلع إلى مخرجات تسهم في إيجاد حلول سياسية واقتصادية تبدد حالة الإحباط واليأس من نتائج العمل العربي المشترك على مدى عقود خلت، حيث تعقد “قمة تونس” في ظل أحداث وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة تتطلب توحيد المواقف وتنسيق مختلف الجهود السياسية.

ومن المنتظر أن تشهد اجتماعات القمة مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وكيفية المضي قدماً في دعم مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يخاطب الأولويات والرؤى العربية في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية للشعوب العربية، ويعزز مختلف الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المشتركة وغير المسبوقة التي تواجهها المنطقة خلال الفترة الحالية بوجه عام.

وبذات الاتجاه، يتطلع الأردن عبر مشاركته بالقمة العربية بقيادة جلالة الملك، إلى مواصلة تكريس جهوده بشتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة، والتأكيد على صدارة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأردن الأولى، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إلى جانب التأكيد على ثوابت الدولة الأردنية في سعيها لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ونشر السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن السعي لإيجاد حلول سياسية لمختلف أزمات المنطقة.

ويبقى الشارع العربي منتظراً لما ستتمخض عنه القمة العربية، وما ستحققه من مخرجات عملية تنعكس إيجاباً على أرض الواقع، بما يلبي طموح المواطن العربي وتطلعاته في التغيير والتطوير والارتقاء بمستوى معيشته بوجه عام.

يشار إلى أن قمة تونس تأتي في المرتبة الـ43 في قائمة مؤتمرات جامعة الدول العربية على مستوى القمة بشقيها العادي والطارئ، والقمة الثالثة التي تستضيفها تونس على أراضيها بعد قمتين عقدتا في الأعوام 2004، 1979.

التعليقات مغلقة.