صحيفة الكترونية اردنية شاملة

البحر الميت: النسخة العاشرة من المنتدى الاقتصادي العالمي

المنتدى الذي يشكِّل انعقاده المستمر شهادة إيجابية كبيرة للاقتصاد الوطني، وللدولة ككل، يلقى رعاية ملكية خاصة دوماً، فهو يضع الأردن على الخارطة العالمية وتحت الأضواء من جهة، ويساعد على تأكيد الصورة الإيجابية للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدولة من جهة أخرى

ينعقد وللمرة العاشرة، في البحر الميت خلال الفترة بين 6و7 نيسان/إبريل الحالي، المنتدى الاقتصادي العالمي في نسخته الإقليمية تحت عنوان “بناء نظم جديدة للتعاون”، وضمن محاور رئيسة أربعة تندرج تحت مفهوم التطوُّرات الاقتصادية العالمية اليوم، وتركِّز بشكل واضح على البحث عن نموذج اقتصادي جديد يتناسب مع الإرهاصات الاقتصادية العالمية، وخاصة في مجال تعدُّد المفاهيم حول تحرير التجارة ودورها، وبروز سياسات مقاومة للانفتاح والتحرُّر  الاقتصادي غير المشروط، وخاصة بين الدول العظمى، كما سيبحث المنتدى قضايا مُخَصَّصة للعالم العربي وللقضايا التي تهمه، وخاصة في مجال الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات التأقلم مع مقوماتها، في بيئة الأعمال، والابتكار، والدور الحيوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحوُّلات القائمة على استخدام الآلة، الريبوت، والتكنولوجيا الرقمية ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، ومنظومة البيانات الكبرى، وغيرها من القضايا.

المنتدى الذي يشكِّل انعقاده المستمر شهادة إيجابية كبيرة للاقتصاد الوطني، وللدولة ككل، يلقى رعاية ملكية خاصة دوماً، فهو يضع الأردن على الخارطة العالمية وتحت الأضواء من جهة، ويساعد على تأكيد الصورة الإيجابية للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدولة من جهة أخرى.

الفرصة كبيرة اليوم بمشاركة نحو 1000 شخصية من 50 دولة حول العالم، لتقديم صورة كاملة عن التوجُّهات القادمة للحكومة في مجال تشجيع الاستثمار، وفي مجال المشاريع الكبرى، التي أعلنت عنها الحكومة ضمن المشروع النهضوي، والتي أكدت أنها لن تقوم بها بمفردها، بل بالشراكة الكاملة والجوهرية مع القطاع الخاص المحلي والعالمي. من جهة أخرى، فمن الجميل أن يحظى قطاع السياحة الأردني بمعاملة خاصة وبجلسة أساسية ضمن جلسات المنتدى، تناقش بشكل كبير “آفاق السياحة في الأردن”.

وهنا من المتوقّع، والمأمول، أن تُركز تلك الجلسة المهمة على قطاع السياحة كقطاع اقتصادي مساهم في توليد الدخل، وفي خلق الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وكمحفِّز للاستثمار. قطاع السياحة يعدُّ من أكبر القطاعات تواصلاً وارتباطاً بقطاعات الاقتصاد، سواء أكانت خدمية أم إنتاجية، وهو قطاع مستوعبٌ للقوى العاملة الأردنية بشكل حيوي. ومن المتوقَّع والضروري أن تستغلَّ الحكومة ذلك الحضور النوعي الكبير نسبياً من المهتمين والمختصين لتقديم فرص استثمارية واعدة في القطاع، لجذب الاهتمام إليه. قطاع السياحة بأنواعه وتقسيماته المختلفة، سواء أكانت السياحة التقليدية أم سياحة المؤتمرات، أم السياحة الصحية، أم التعليمية، يستطيع أن يحقِّقَ نقلة نوعية كبيرة في تحقيق أهداف السياسة الاقتصادية في مجال التوظيف، والنمو الاقتصادي، والتنمية المناطقية، والاستثمار الخارجي، والتصدير وتوفير العملات الأجنبية، ودعم الاستقرار النقدي. جميل أن يركِّزَ المنتدى على هذا القطاع الحيوي، والأجمل أن نستغلَّ الفرصة ونحن متواجدون تحت أضواء الخارطة العالمية بتقديم القطاع السياحي بشكل مختلف وغير تقليدي. وفي الختام، فإنَّ الحرص الدائم على انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، مرة كلَّ عامين، هو بمثابة شهادة عالمية إضافية على استقرار الاقتصاد الوطني، وعلى أهمية موقع الأردن على الخارطة الإقليمية والعالمية. المهم أن نسعى دوماً للاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا المحفل العالمي، وأن نُعظّم الجهود الكبيرة التي يقودها جلالة الملك خلال هذا المنتتدى، وفي محافل عالمية أخرى، في إبراز دور وصورة الاقتصاد الوطني والإمكانات الكبيرة التي يكتنزها هذا الاقتصاد.

[email protected]

التعليقات مغلقة.