صحيفة الكترونية اردنية شاملة

التوتر في الخليج.. خطوات تصعيدية وتأكيدات باستبعاد خيار الحرب

لا يزال التوتر المخيم على منطقة الخليج بين إيران من جهة ودول عربية والولايات المتحدة من جهة أخرى هو سيد الموقف، لا سيما بعد أخبار متداولة في صحف سعودية حول موافقة دول عربية على طلب واشنطن إعادة نشر قواتها في الخليج.

تحركات تصعيدية

لا يبدو أن تصريحات القيادتين الأمريكية والإيرانية بأن البلدين لا يريدان اللجوء إلى خيار الحرب، ساعدت في تخفيف حدة التوتر الذي تشهده منطقة الخليج على مدار الأيام القليلة الماضية.

ويشير إلى ذلك ما نقلته وسائل إعلام سعودية، أبرزها العربية وصحيفة عكاظ، السبت، عنصحيفة الشرق الأوسط التي تواصلت مع مصادر خليجية مطّلعة أكّدت أن السعودية ودولاً خليجية أخرى وافقت على طلب الولايات المتحدة إعادة انتشار قواتها في مياه الخليج بهدف “ردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة”.

تأتي الخطوة بعد يومين من نشر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الخميس، تقريراً قالت فيه إن الرئيس دونالد ترمب يرغب في احتواء التصعيد الذي وصل إلى درجات غير مسبوقة خلال الأيام الماضية، مدللين بما قاله ترمب لوزير دفاعه من أنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران.

في السياق نفسه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، إنه يعتقد أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريدها، مضيفاً في تصريح صحفي قبل اختتام زيارته العاصمة الصينية “لن تكون حرب لأننا لا نريد الحرب”، وفقاً لوكالة إرنا الإيرانية.

وعلى الرغم من ذلك، أكّد ظريف أنه “ليس في المنطقة من يمكنه مواجهة إيران”.

البحرين تحذّر مواطنيها

دعت البحرين، السبت، رعاياها في إيران والعراق للمغادرة فوراً وعدم السفر إليهما في الوقت الراهن في ظل “التهديدات والتطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة”.

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بياناً لوزارة الخارجية دعت فيه المنامة “مواطنيها لعدم السفر إلى إيران في الوقت الراهن، نظراً إلى الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة والتطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار”، مشددة على “ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر”.

كذلك دعت “كافة المواطنين في إيران والعراق إلى المغادرة فوراً، وذلك ضماناً لأمنهم وحفاظاً على سلامتهم”.

بدايات الأزمة الأخيرة

يأتي التوتر الحالي في سياق التصعيد المستمر بين طهران وواشنطن منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في بداية عام 2017، إلا أن الأزمة الحالية اندلعت عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، قبل أيام، إرسال حاملة الطائرات إبراهام لنكولن وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

أعقب ذلك تعرُّض أربع سفن تجارية بينها ناقلتا نفط سعوديتان، الأحد، لهجمات قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي البحري، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.

وأعلنت السعودية، الثلاثاء، أن طائرات مسيرة مسلحة هاجمت محطتين لضخ النفط بمحافظتي عفيف والدوادمي بمنطقة الرياض، فيما أعلن الحوثيون المدعومون من قبل إيران مسؤوليتهم عن الهجمات.

هل يصب تصعيد طهران في مصلحتها؟

نشرت صحيفة فورين بوليسي، الجمعة، تقريراً قالت فيه إن الخطوات التصعيدية التي تتخذها طهران قد تضر بمصلحتها أكثر بكثير مما قد تفيدها في الضغط وتحسين شروط التفاوض.

وتَطرَّق التقرير على وجه التحديد إلى تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي أطلقها مؤخراً وقال فيها إن بلاده عازمة على استكمال برنامجها النووي في ظلّ تعثُّر الاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى عام 2015، بعد قرار ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق وفرض حزمة جديدة من العقوبات القاسية على طهران.

ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن الدافع وراء تصريحات الرئيس الإيراني قد يكون الضغط على الأوروبيين وأطراف دولية أخرى مثل الهند والصين، للتحايل على العقوبات الأمريكية والتصدي لخطوات ترمب التصعيدية ضد بلاده، فإن تصريحات كتلك سيكون من شأنها إثارة تخوفات لدى الدول الأوروبية والآسيوية التي من جهة لن يروقها امتلاك إيران أسلحة نووية، ومن جهة أخرى لن تستطيع الدخول في مواجهة علنية مع الولايات المتحدة.

التعليقات مغلقة.