صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مؤتمر “القدس” يدعو لوضع استراتيجيات للمحافظة على المدينة

دعا المشاركون في مؤتمر “القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة” الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بالتعاون مع جامعة بير زيت ومؤسسة الدراسات الفلسطينية والجامعة الأردنية إلى وضع استراتيجيات شاملة لملف القدس لتعميق المعرفة حول المدينة وطبيعة ظروفها وتحصين مجتمعها في سبيل البقاء لأجل العروبة والإسلام والمسيحية.

وسلط المشاركون بالمؤتمر في يومه الثاني الأحد، الضوء على محاور متعددة تتعلق بالقدس: سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا وديموغرافيًا، إضافة إلى الحراكات الاجتماعية والتغيرات المعاصرة، وقضايا وإشكاليات حالية ومستقبلية على مصير القدس ومصير القضية الفلسطينية عمومًا.

وتطرقوا إلى التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه الفلسطينيين خصوصًا والعرب عمومًا، والسياسات الأمريكية تجاه القدس، وسياسات الاستيطان بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس.

وعرضت خلال جلسات المؤتمر أوراق عمل تناولت: تحولات القرار الأمريكي بشأن القدس قدمها أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أحمد عزم، تحدث فيها عن تحولات الموقف الأمريكي من القدس، على ثلاثة مستويات: الرسمي الأمريكي العام، والشعبي الأمريكي العام، واليهود الأميركيين.

وشملت المستويات اهتمامًا خاصًا بالتحولات الجارية منذ العقد الأخير في تركيبة واتجاهات جماعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وتَشكُّل قوى أشدّ يمينيةً وتطرفًا داخل الجماعات المؤيدة لـ “إسرائيل”، مقارنة بالقوى التقليدية في اللوبي الإسرائيلي، وذلك أيضًا بموازاة ظهور جماعات تميل إلى الاعتدال والوسطية.

بدوره، تحدث خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري في ورقته، عن دور الهيئة الإسلامية العليا بالقدس في مواجهة الاحتلال، والصمود الفلسطيني.

وشدد على ضرورة التحرك الرسمي الشعبي العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا استمرار الكفاح الفلسطيني حتى الحرية والاستقلال واستعادة المقدسات.

من جانبه، استعرض المساعد في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر، أديب زيادة، الموقف الأوروبي من القدس في ظل “صفقة القرن” الموعودة والإعلان الأمريكي عن الاعتراف بها عاصمة موحدة لـ “إسرائيل”.

فيما ناقش الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن أسامة أبو ارشيد، في ورقته القدس في السياسة الأمريكية نحو مدينة القدس منذ احتلال “إسرائيل” للأجزاء الغربية منها، عام 1948، والمراحل المختلفة التي مرت بها.

وتطرق إلى الأطر السياسية المتغيرة التي تبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في التعامل مع وضع المدينة قانونيًا وسياسيًا، بحسب تطورات الأحداث؛ سواء كان ذلك على الأرض المحتلة، أو إقليميًا، أو دوليًا.

من جهته، بين المحاضر في أكاديمية دراسات اللاجئين أشرف بدر، في ورقته التعداد السكاني في القدس بوصفه أداة للسيطرة والتشظية الاستعمارية، وأداة للتحكم والضبط والسيطرة، ووسيلة أساسية لـ”البيوسلطة”، والممارسات التي يتقاطع فيها “العلم” مع السلطة السياسية.

وركز أستاذ التخطيط الحضري في قسم الجغرافيا ودراسات البيئة في جامعة حيفا، ورئيس مركز التخطيط والدراسات بكفر كنا، راسم خمايسي، على الديموغرافوبيا في القدس: الواقع والتحولات والاستشراف والتي تشكل الديموغرافيا جزءًا من مركبات قوة الدولة والمجتمع.

كما تناول أستاذ القانون العام في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الأول/المغرب، رشيد البزيم، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: الأبعاد والتداخلات التاريخية والقانونية، وقرار الرئيس ترمب، القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” ونقل السفارة إليها، والأبعاد التاريخية والقانونية.

من جانبه، قدم أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد في جامعة إسطنبول عبد الله معروف عمر، كيفية تطور النظرة الصهيونية لموضوع تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، مع التركيز على المنطقة الشرقية في المسجد، وقد أصبحت في الفترة الأخيرة تمثل نقطةً مفصليةً في مشروع التقسيم.

وناقش أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان، السياسة الأردنية والوصاية الهاشمية تجاه القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

يذكر أن جلسات المؤتمر الذي انطلق السبت الماضي في العاصمة الأردنية عمان، تستمر اليوم الاثنين.

التعليقات مغلقة.