صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جرادات تفوز بجائزة الحسين للإبداع الصحافي

أعلن مجلس نقابة الصحفيين فوز الزميلة الصحافية سهير فهد جرادات بجائزة أفصل مقالة صحفية بجائزة الحسين للابداع الصحفي تحت عنوان: إنهم لا يصدقونك القول.

تالياً نص المقال:

سيدي، إنهم لا يَصدُقونك القول .. عندما ينقلون لك أن الصورة زاهية الالوان، والدنيا” قمرة وربيع”.. والأمور بخير ، ولا تستدعي القلق ، وأن ما يجري في الرابع عبارة عن” شوية شبان ، واقفين في الشارع” !!.

أتدري لماذا لا يصدقونك القول ؟!.. لأنهم نسوا كيف يكون الجوع والعوز ، بعد أن شبعوا حد التخمة ، وتناسوا ماضيهم بعد أن سكنوا القصورفي أرقى المناطق ، وطبقوا المثل القائل: ” القمر اكتمل وادَّور ، ونسي زمانه الأول”، واتخذوا من الوطن وخدمته وسيلة للتكسب ، وطننا الذين يتخلون عنه في أي وقت ، لدرجة أن حقائبهم جاهزة لمغادرة البلاد ، وأموالهم سبقتهم إلى البنوك في الخارج ، وجوازات سفر الجنسيات البديلة أصبحت في جيوبهم منذ زمن بعيد انتظارا لساعة الصفر والهروب !!.

إنهم لا يصدقونك القول ..لأن الشعب يريد ثورة بيضاء تقودها أنت ، فهو يريدك كما تريدهم أنت،هذا الشعب المخلص الوفي لا يريد لوطنه  الفوضى ، فهو يبحث عن لقمة حلال، وعيش كريم ، ويريد منك دعمه  في تحقيق حلمه بغد أجمل ، ومستقبل أفضل  له وللوطن ، بعد أن فقد الثقة بالحكومات التي تطلق وعودا غير قابلة للتطبيق ، واثبتت عدم جديتها في محاربة الفساد بصورة  ملموسة ، حتى تراجعت القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات .

انهم لا يصدقونك القول .. لأن الشعب يريد أن يشاركك الرأي بصدق في طرح الحلول  ، ويجلس على طاولة معك لانقاذ الوطن ، في مؤتمروطني شعبي موسع يضم الأوفياء من أبناء الوطن الشرفاء  أصحاب الكفاءات من الأكاديميين والاقتصاديين والتنمويين ورجال المال والأعمال، وصولا إلى مقترحات تخرجنا من عنق الزجاجة، التي وضعتهم الحكومات المتعاقبة بها  لضعف الادارة وتفشي الفساد ، فهو شعب يحلم بوطن لاترهقه المديونية.

انهم لا يصدقونك القول .. لأن ” شعب معناش” يريد حقه في التعبير ، ولا يريد الفوضى في البلاد ، ويرفض فرض المزيد من الضرائب ، ولا يريد من الحراك سوى الاصلاح ، والتخلص من قسوة الفقر والجوع والبطالة ، ولا ينشد الا الاصلاح السياسي الحقيقي ، والتخلص من المشاكل الاقتصادية التي تفشت بسبب الفساد السياسي ،وما نتج عنه من نهب للثروات وتفشي  اللصوصية واستشراء الواسطة والمحسوبية ، مما أدى إلى مشكلات اجتماعية، إنه شعب يصدح بأعلى صوته  مناديا بالإصلاح، وتغيير نهج حكومات الجباية ، التي تلجأ بكل برامجها إلى جيوب المواطنين لسد عجز الموازنة ، بدل من وضع استراتيجيات واضحة لحل المشكلة ، ويريد مجالس نيابية تتلمس احتياجاته ، ويريد إعادة الدعم للخبر والغاء بند فرق أسعار الوقود في فاتورة الكهرباء والعفو العام .

نعم إنهم لا يصدقونك القول.. لأن  الوعي الحراكي تجب مراعاته وعدم استفزازه والضغط عليه حتى لا يتحول إلى فوضى، لأن أي غلطة في”محيط الرابع ” ستكلف البلد الكثير الكثير .. الشعب ينادي اليوم بملكية دستورية ،وأحزاب حقيقية ، ومؤسسات نقابية فاعلة ، والغاء قانوني الضريبة والجرائم الالكترونية ، ومحاسبة الفاسدين ، والإفراج  عن الموقوفين الذين طالبوا بوقف الفساد …الشعب يريد حلا للازمات

السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وما نتج عنها من مديونية عالية ، وارتفاع كبير في معدلات البطالة  وزيادة حالات الجوع والفقر.

انهم لا يصدقونك القول .. عندما يُشيعون عن الشعب من خلال بث فيديوهات، “شيطنة “مطالب الشارع الجائع، وهي مطالب واضحة ، يريد منها الحفاظ  على مقدرات الوطن وعدم بيعها بثمن بخس ، وإعادة ما تم بيعه  ، ويريد تنمية المناخ الاستثماري وتحفيزه لرفد خزينة الدولة ، بعد أن انعدمت القوة الشرائية ، وحوَّل الفساد البلاد إلى بيئة طاردة للاستثمار ، فشعبنا الطيب رغم ما يعانيه من أوضاع اقتصادية متردية ، إلا أنه يحب وطنه ،ويفديه بروحه. انهم لا يصدقونك القول …. لأن الشعب لا يريد أن يصبح اللاجىء مُقدَّرا أكثر منه ، يريد أن يحافظ على استقراره ، ويريد الأمان لامواله في الضمان الاجتماعي ، وبالتالي أن يضمن الحفاظ على استثمار أموال الضمان ، بحيث لا تذهب تنفيعة للمتنفذين ، يريد الشعب لبلده أن يستعيد وزنه وثقله السياسي … يظل معك للقضاء على الفساد ، فالشعب رغم الجوع والقهر، إلا أن انتمائه ما يزال قويا تجاه وطنه الذي يعشقه .

لنتحدث بصراحة : الأمور عكس ما يقولون ، فالبلاد ضاقت على أولادها .. حتى وصلت  درجة الاحتقان بعد أن ضاقت على المواطن  سبل العيش ، وتسلل القرف إلى داخله  من اختبارات الحكومة المتكررة لقدرة تحملهم ..  واستخفت بالمشاكل التي اصبحت تحيط بالمواطن من كل حدب وصوب؛ حتى وصلت إلى مرحلة القهر ،مما يتوجب التدخل السريع لحل هذه الأزمة بعد أن تراجعت مؤشرات التفاؤل لدى الأردنيين وباتت نظرتهم إلى المستقبل أقل إشراقا .

سيدي ، لانهم لا يصدقونك القول .. لذا “خاف “منهم، لا تخف من الشعب  ، الذي يضع يده بيديك.. فهو الوحيد الذي يصدقك القول

التعليقات مغلقة.