صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رائحة القهوة ألذ من طعمها؟!

رسالتي هنا هي: عش أنت، وعش كما تحب، وعش لذاتك قبل أن تعيش من أجل إرضاء الآخرين!!

وما زالت كلمات الدكتور محمد تتردد في ذهني… “رائحة القهوة ألذ من طعمها!!” لم أدرك ما الذي كان يقوله، إلى الآن!! فماذا كان يقصد بعبارته تلك، هل هي مجرد عبارة بدون معنى غير الواضح منها؟! أم أنها كانت كانت عبارة عميقة المغزى –كعادته- ويجب علي أن أبحر فيها وأغوص لأدرك ما الذي كان يرمي إليه!!

في كثير من الأحيان أرى بعض المواقف تجعلني أتذكر تلك العبارة دون أن أدري ما الرابط بينهما… قبل أيام توجهت مع صديقي إلى مطعم مشهور جداً وكان حماس صديقي في الطريق لا يضاهيه حماس أُمٍ ذهبت للقاء وليدها الذي فقدته منذ سنين!!
دخلنا المطعم وطلبنا أشهر ما يقدم من مأكولات لنتفاجأ “برداءة” الطعم وسوء الخدمة، ولكن ذلك لم يمنع صديقي من التقاط مئات الصور مع الطعام ومع الجرسون ومع الحائط ومع شرشف الطاولة وحتى مع الملاعق والسكاكين!!! وهنا قلت له بثقة “فعلاً إن رائحة القهوة ألذ من طعمها” لم يستوعب صديقي ما ذهبت إليه؛ لأنه كان منشغلاً بالتقاط صور مع اشياء لم يتسنى له أخذ صور معها…
موقف آخر تذكرت فيه هذه العبارة حينما ذهبت للقاء أحد الإعلاميين البارزين والذي يقدم أحد البرامج ذات الصيت حيث وبصعوبة استطعت ومن خلال صديق مشترك أن أرتب للقاء جمعني به خارج إطار العمل، لأفاجأ بسطحية الشخص! وثقل دمه!! والبخل الذي كان ينزل مع كل حرف كان ينطق به، لا وبل أن كمية التصنع التي كانت تكسوه تكفي لتزييف كل الحقائق وهنا أيضاً نطقت: “إن رائحة القهوة… ألذ من طعمها!!” لا أدري لماذا شغلتني هذه العبارة ولكني أجد أنها تنطبق على معظم الأحداث التي تدور حولنا فمعظم الأشخاص يعيشون حياة أشخاص آخرين ليسوا هم تجرهم الموضه، والكذب و”العرط” حسب لهجتنا الأردنية فهم يقومون بالكثير من الأعمال لا لشيء إلا للتقليد الأعمى ولإرضاء أشخاص آخرين دون أن يشعروا بلذة الشيء أو حتى أن يتذوقوه، فكثيرون ممن يتغنون بالقهوة في صباح كل يوم لا يعجبهم طعمها ولكنهم ركبوا موجة أن شرب القهوة مرتبط بالثقافة والمثقفين وكثيرون أيضاً غيروا في أشكالهم وميولهم وأصولهم لا لشيء إلا ليركبوا موجة أخرى علماً أنهم ليسوا من راكبي الأمواج!

رسالتي هنا هي: عش أنت، وعش كما تحب، وعش لذاتك قبل أن تعيش من أجل إرضاء الآخرين!!
ولكن يا ترى من هو ألذ هل هو طعم القهوة أم رائحتها ؟!

التعليقات مغلقة.