صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الباحث الحصان يوثق الاستيطان في مدينة المفرق منذ العام 1900- 1950م بوثائق عثمانية و بلدية المفرق وأهاليها

يوسف المشاقبة

 

وثق الباحث والخبير في الآثار الدكتور عبد القادر الحصان مدينة المفرق من عام ١٩٠٠ إلى ١٩٥٠ من خلال إلقاء الضوء على الاستيطان فيها معززة بوثائق عثمانية ووثائق بلدية المفرق الكبرى والوثائق الخاصة بمخاتيرها ومواطنيها وشيوخ عشائرها.
وقال الدكتور الحصان ” بدأ المغاربة عموما والليبيون على وجه الخصوص بقيادة علي باشا عابديه في إستيطان المفرق وإعادة إحياءُها من جديد منذ العام 1924م وذلك بعد توصية مباشرة من قبل الملك السنوسي ملك ليبيا آنذاك للأمير عبدالله , وقد إختار عابدية وجماعته منطقة ( الفدين ) المفرق بعدما خيّرهم سمو الأمير عبدالله آنذاك أن يختاروا المنطقة التي يرغبون سُكناها في شرق الأردن ”

وتابع الدكتور الحصان حديثه أن المجموعة الأولى تضمنت المهاجرون الليبيين الأوائل بقيادة علي باشا عابدية وكذلك عائلة المختار محمد الأوجلي ,آل الشريف ، عبد السلام الأدهم , والشاعر حسن غالب الكريتلي والحاج محمد هاشم الهنداوي وآل الحاج مكي وآل أبو الرمان وغيرهم من العائلات القادمة من الجزائر والتي كانت تسكن فلسطين ومن مراكش وتونس وغيرهما , وقد بدأ المغاربة بإنشاء المنازل حول مبنى سكة الحديد الحجازي والقلعة العثمانية في الفدين القديم ويشتغلون بالزراعة والتجارة , وذلك بعد أن فوّض سمو الأمير عبدالله الأراضي الخاصة بالفدين لهم بتاريخ ” 12/8/1928م” , وبعد ذلك ازدهرت المدينة في بداية العام ” 1931م” بعد إفتتاح مقر شركة نفط العراق (I.P.C) وكان لهم دوراً بارزاً في إنشاء النواة الرئيسة للمدينة وبلديتها وتهيئة كافة الأمور المتعلقة بالبنية التحتية المتكاملة مع باقي فئات المجتمع المحلي المتعايش بود عظيم، بالإضافة إلى ذلك هجرة أبناء معان الى المفرق للعمل في محطات سكة الحديد الحجازي في كل من : المفرق ، القهوجي وخربة السمراء و كذلك هجرة الكثير من ابناء الشام للعمل في المفرق و جوارها كتجار و مهنيين وكذلك أبناء المحافظات العديدة وخاصة إربد وجرش وغيرها زد على ذلك أبناء قبيلة بني حسن والعشائر البدوية العديدة للعمل كمجندين في الجيش العربي والدرك وكذلك في التجارة والمهن الأخرى كما كان لسكان فلسطين المحتلة دور بارز وهام في تطور المفرق و نهضتها منذ ما قبل النكبة وبعدها وأشار الدكتور الحصان إلى أن الهجرة كانت دافقة من كل حدب و صوب ومن كل فج عميق للعمل في الأعمدة الإنشائية
العديدة و التي ذكرت معظمها أنفا وخاصة من سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة وكذلك من الحجاز و نجد و العراق كعائلات كريمة عملت وساهمت في بناء المفرق الحديثة بجد واخلاص كما كانت كل الطوائف الدينية موجودة في المفرق :الإسلامية و المسيحية على السواء في عيش واحد موحد بعيدا عن التفرقة والتعصب الأعمى وكانت بحق توصف بالمدينة الفاضلة الناعمة بالمحبة والعطاء الثقافي المتميز .
وبين أن المغاربة بقوا حتى الآن في المفرق ولكن الأخوة الليبين في معظمهم عادوا إلى ليبيا , وسيتضمن البحث المتكامل العلاقة الوطيدة التي جمعت التفاعل المشترك ما بين بلاد المغرب عامة والمشرق خاصة على كافة الصعد من خلال الوثائق المادية الملموسة وخاصة فيما يتعلق بتأسيس البلدية منذ العام 1945م – 1950م بالإضافة الى وثائق هامة حصلت عليها من مخاتير المفرق القدامى وكان أولهم السيد محمد احميده الأوجلي وهو مختار المفرق كاملة بداية الأمر وغيره من المخاتير المحدثين بعد العام 1948م فقد كان هنالك مختار للمعانية واخر للشوام والحجازية وثالث لبني حسن وكذلك مخاتير لكل طائفة كريمة من الأخوة المسيحيين وأبناء إربد و الصريح وكذلك للإخوة اللاجئين من فلسطين المحتلة وغيرهم . يشار إلى أن الباحث الدكتور الحصان سيشارك في المؤتمر الدولي الحادي عشر لتاريخ بلاد الشام والذي سينظمه مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام وبالتعاون مع الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وجامعة دمشق وذلك في شهر نيسان القادم بورقة بعنوان ” أبناء مؤسسات الدولة الوطنية في أقطار بلاد الشام الأربعة في النصف الأول من القرن العشرين ١٣١٨ – ١٩٠٠ / ١٣٧٠ – ١٩٥٠. وذلك في رسالة وجهها مقرر المؤتمر الاستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت إلى الباحث الحصان للمشاركة في فعالياته.

 

 

التعليقات مغلقة.