صحيفة الكترونية اردنية شاملة

البطالة.. احذروا القادم

0

إذا تتبعنا تصريحات وزير العمل في السنوات الماضية حول استراتيجية التشغيل التي نفذتها حكومة النسور؛ سنجد أن الأخيرة بحسب تصريحات الوزير وظّفت عشرات بل مئات الآلاف من الأردنيين، وهو أمر يبعث السعادة في نفوس المواطنين.
لكن الواقع يخالف تلك التصريحات الفضفاضة لا بل ينسفها، فأرقام الإحصاءات التي على مايبدو لا تقرأها الحكومة تعاكس التصريحات الرسمية حول معدلات البطالة، فآخر الأرقام تشير إلى نموها بشكل غير مسبوق منذ عشرة أعوام، فقد بلغت في الربع الأول ما نسبته الـ14.6 بالمائة.
جهود الحكومة في مكافحة البطالة لا تعدوا كونها “كلاشيهات” إعلامية، تضاف إلى منجزاتها الاقتصادية الوهمية، فهناك أكثر من 88 ألفا يتخرجون سنويا من جامعات وكليات المملكة، والموازنة العامة تعلن في أول بنودها أن التوظيف سيكون محصورا فقط في تعيينات التربية والصحة، والقطاع الخاص بأسوأ حالاته على الإطلاق، فالقطاع التجاري يعاني من ركود كبير، والقطاع الصناعي يعيش أسوأ فتراته منذ عقود، والاقتصاد الوطني بصورته الاجمالية بات اليوم اكثر اعتمادا على المساعدات الخارجية، ويعاني من مديونية كبيرة، وتباطؤ حاد في النمو الذي لا يتجاوز في أفضل حالاته في عهد حكومة النسور ال2.5 بالمائة، وهو مايدلل على ضعف السياسات التحفيزية للاقتصاد الوطني.
العوامل السابقة تعزز من جيوب الفقر وتزيد من معدلات البطالة خاصة إذا ماعلمنا أن جزءا من العمالة الاردنية في الخليج بدأ يستعد للعودة مع تجميد الدول هنالك للكثير من المشاريع الحيوية، وهذا ما أظهرته بعض الاحصاءات الاولية والتي كشفت للمرة الاولى عن هبوط حوالات المغتربين بنسبة 4.4 بالمائة في اول شهرين من العام الحالي.
للاسف لم تعر الحكومة مسألة البطالة الأولية في سياساتها الاقتصادية، لأنه لا يوجد بالأصل أي سياسة اقتصادية للحكومة، وكل ما تفعله هو آليات جباية لتحصيل الاموال التي تموّل نفقاتها المتزايدة والتي هي بالاساس من اضر بالنمو الاقتصادي للمملكة.
محاولة الانتحار الأخيرة لشباب متعطل عن العمل قابلته الحكومة بوضع رأسها في الرمال ولم تحرك ساكنا، على الرغم من أن هذا العمل في إحدى الدول المتحضرة كفيل باسقاط الحكومة برمتها وليس فقط بوزير العمل الذي يخرج علينا كل يوم بتعيينات جديدة، ما جعل البعض يعتقد أن تجربته صالحة لكل دول العالم وليس فقط للاردن.
تعاطي الحكومة مع الحدث يؤكد أنها في غيبوبة كاملة عمّا يدور من حولها من ازمات كبيرة داخل المجتمع، وعدم فهمها لطبيعة تلك التحديات الاقتصادية وانعكاسها على الامن والاستقرار في المملكة، وأن البطالة مثل كرة الثلج، كلما تدحرجت كبرت أكثر، والبطالة كذلك كلما تركت كان علاجها صعبا وتداعياتها أكبر على الامن والاستقرار في المملكة.
[email protected]
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.