صحيفة الكترونية اردنية شاملة

السباحة في الحوض

0

في يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى ثمة فرق كبير بين الظاهر المتشح بزخارف الزينة وبهرجة الصخب المرافق لزهو الباطل وزبده الطافي على السطح وبين الحق الراسخ كالجبال الرواس.
الاول زبد زائل وغثاء راحل واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض . هو إذا حفل التنصيب المستنسخ من حفل الزينة بذات المسرح وعين المكان
“فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون”َ . نص حكيم قاطع مانع لا يحتاج الى تفسير للمعنى ولا استدعاء للشكل والمبنى.
بهرجة اخذت عقول البعض والبابهم وابهرت افئدتهم فطاشت عقولهم وجعلتهم يطيشون على شبر من الماء الآسن. يلهثون خلف سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء” حتى اذا جاءه لم يجده شيئا فاصابه الهلاك عطشا وكمدا وقهرا.
هي القاعدة التي لا تتخلف ولا تعرف الاستثناء ولا تقبل الاستدراك ” فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحوِيلا “.
في حفل التنصيب لرئيس الإنقلاب العسكري في مصر ابتهج كثيرون ليس حبا بالسيسي. ولكن حسدا من عند أنفسهم لانهم فشلوا في كل الإنتخابات فارادوا ان ينتقموا من الشعب الذي اختار غيرهم. ملأوا الفضاء صخبا وضجيجا لنزعة الانتقام المتاصلة في نفوسهم واصابتهم نشوة طائشة عابرة. وعما قريب ستذهب السكرة وتاتي الفكرة وعندها سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ولات حين مندم.
ليس مهما ان يكون الخداع محكما والتضليل عميقا ولكن الأهم هو الواقع الميداني الذي سيفرض نفسه على الجميع.
وجردة الحساب قادمة واسرع مما يظنون او يتوهمون فصوت الامعاء الخاوية اقوى من هدير الطائرات وجنازير الدبابات وثورة البركان الشعبي لن يقف امامها عروش بنيت على الاشلاء والدماء وقهر الرجال.
هل ستمر الخدعة ويعود الناس الى الحظيرة؟. وهل يستطيع الإنقلاب ومن معه او خلفه ان يخدع البعض لبعض الوقت؟. ربما ولكن بعدما قال الشعب كلمته وقاطع الانتخابات واحبط احلام الوهم المعششه في عقل السلطان الحالم بتاييد الملايين سياتي اليوم الذي يلقي فيه الشعب عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يصنعون.
الصنم الجديد ذاته لن يهنأ بعرش من القش صنعه السحرة “ولا يفلح الساحر حيث أتى” و ” ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ” .
الحسرة والانكسار لن يفارق النفوس الدنيئة التي قتلت وسفكت وعبثت وانفقت. واما الحلم المشحون بساعة اوميقا فقد توقفت دقاتها على قرع طبول الصخب والرقص على جراح الشهداء ودماء الاشلاء.
الموعد مع القدر الصاعد من بين الرماد والدموع وعندها سينقلب السحر على الساحر.
وكل الطغاة الذين تدثروا
بعباءة الانتخابات وحصلوا على نصاب الاكتساح زالوا واندثروا او في طريقهم الى حتفهم.
ساعة الشعب لن تعود الى الوراء وهي اصدق انبأ من الكتب وعلى الحميع ان يضبط ايقاعه عليها وليس على سواها.
زكي بني ارشيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.