صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تل أبيب تتهّم أوباما بعرقلة صفقة طائرات بدون طيار بينها وألمانيا

0

أعربت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيلية، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، أعربت عن قلقها من تفضيل الولايات المتحدة الأمريكيّة صادراتها من الصناعات العسكريّة على حساب الصناعات الإسرائيليّة، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الدولة العبريّة من جهة، ويضر بتفوقها العسكري النوعي في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى. ونشر موقع (Defense News) أنّ البيت الأبيض بدأ مؤخرًا تطبيق سياسة متشدّدّة في ما يتعلّق باستخدام الطائرات المسيّرة لغاياتٍ عسكريّةٍ، من ضمنها استهداف أهداف إرهابيّة مختلفة، بحسب ما قال الموقع.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكيّ الحاليّ، باراك أوباما، في هذا السياق، إلى إلزام حلفائها المعايير التي ستُقررها، بما في ذلك التشدد في الإجراءات التي تحول دون تضرر المدنيين في الأعمال العسكريّة، سواءً خلال استخدام الطائرات بلا طيّار مباشرة، أوْ في ما يتعلق بهوية الجهات التي تباع طائرات من هذا النوع إليها.
ونقل الموقع عن منتقدين للرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، قولهم إنّه يسعى إلى بلورة إرث جديد قبل خروجه من البيت الأبيض، وخصوصًا أنّه لم يتمكّن من الوفاء بوعوده الانتخابية بعدما زاد عدد الجبهات المشتعلة منذ تسلّمه الرئاسة في العام 2008، من اثنتين (العراق وأفغانستان) إلى أربع (مع ليبيا وسوريّة).
ويرى مسؤولون إسرائيليون أنّ هذه السياسة الجديدة من شأنها أن تسبب ضرراً جديًا للمؤسسة الأمنية في تل أبيب، التي تمثل تلك الطائرات العمود الفقري لأنشطتها المضادة للإرهاب. وقالت مصادر سياسيّة وأمنيّة رفيعة في تل أبيب لصحيفة “معاريف”، إنّ المبادرة الأمريكيّة تثير الشكوك من الناحية السياسيّة ولا يُمكن تطبيقها، فضلاً عن أنّ من شأنها أنْ تتسبب في الشلل لقطاع كامل في الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة. في السياق عينه، أعرب مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق الجنرال المُتقاعد يعقوب عميدرور، عن قلقه من احتمال تطبيق المعايير الأمريكيّة على مَنْ أسماهم بالحلفاء.
ونقلت عنه صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة قوله، إنّ القدرات التي تُوفرّها المسيّرات حيوية في الحرب ضدّ الإرهاب، مُشدّدًا في القوت عينه على أنّه من وجهة النظر المهنيّة، يجب أنْ ندرك أنه لا بديل عنها، بحسب تعبيره.
ووفق الموقع الأمريكيّ، فإنّ السياسة الجديدة تسعى إلى تعميم سريانها على دول أخرى تنتج الطائرات بلا طيّار. لكن الجنرال بالاحتياط عميدرور حذّر من أنّ عدم مشاركة الصين وروسيا وإيران بفعالية في هذه السياسة، سيجعل فائدتها ثانوية. كذلك رأى خبراء إسرائيليون آخرون أنّ منظومات الهجوم الجويّ ستبقى تصل إلى حزب الله ومجموعات وصفوها بالإرهابية الأخرى في هذه الحالة. وأشار هؤلاء إلى أنّه من دون التزام الصين وروسيا بالمعايير الأمريكيّة، فإنّ دول منتجة أساسية في المنطقة، وخصوصًا إسرائيل ودولاً غربية أخرى، ستضطر إلى التنازل عن أسواق تعمل فيها، لأنّ هذه الأسواق سوف تتوجه إلى مَنْ يزودها بمنظومات لا تخضع لشروط ولمعايير أخلاقية قد تؤثر في فعالية استخدامها. بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، رأى رئيس “معهد أبحاث الفضاء في إسرائيل”، طال عنبر، أنّ القيود التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكيّة على نفسها أدّت إلى زيادة إنتاج الطائرات المسيّرة في الصين. وأضاف قائلاً إنّ ما من فراغ في مجال التصنيع العسكريّ عامّةً، وفي مجال المسيرات المسلحّة خاصّةً، على حدّ وصفه. لكن “معاريف” ذكرت في سياق تقريرها أنّ هناك عاملاً إضافيًا يزيد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكيّة في هذا المجال، وهو احتمال أن تتعرقل صفقة تأجير الطائرات بلا طيار بين الجيش الإسرائيلي وألمانيا بسبب تدخل شركة أمريكيّة، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز″. وكان من المقرر أنْ يؤجر الجيش الإسرائيليّ طائرات من طراز “هيرميز″ لألمانيا ضمن إطار صفقة قيمتها 650 مليون دولار، لكن اعتراضًا قدّمته شركة من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ضدّ الصفقة أدّى إلى عرقلة التوقيع عليها. ووفق وكالة الأنباء العالميّة، قالت “معاريف” إنّ الإدارة الأمريكيّة بدأت بممارسة ضغوط على برلين كي تفضل شركة “جنرال أتوميكس″ على الجيش الإسرائيليّ، وذلك على الرغم من رفض المحكمة الألمانيّة التماسًا تقدمت به الشركة الأمريكيّة ضدّ الصفقة مع إسرائيل.
من ناحيته لفت موقع (NRG) الإخباريّ-الإسرائيليّ، إلى أنّ إدارة الرئيس أوباما تتخذ سياسات صارمة في هذا الاتجاه، وطلبت من حلفائها الالتزام بمعايير تمنع استخدام طائرات بدون طيّار لأغراض عسكرية وضرب أهداف “إرهابية” في مختلف العالم. واعتبر المسؤولون الإسرائيليون، كما أكّد الموقع العبريّ، سياسات أوباما الجديدة بأنّها ستُلحق ضررًا حقيقيًا لنظام الأمن في إسرائيل، خاصةً وأنّ الطائرات بدون طيار تُعّد العامود الفقري للعمليات في مكافحة الإرهاب، وأنّ مثل هذه السياسات ستعمل على شلّ الصناعات العسكريّة الدفاعيّة في إسرائيل بأكملها، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.