دعم الخبز
تعكف الحكومة على دراسة إنهاء الدعم عن سلعة الخبز، وبيعه بأسعار كلفه الحقيقية، وتوجيه الدعم إلى المواطنين من خلال بطاقة يتم بواسطتها بيع الخبز للاردنيين بسعر مدعوم.
هذا الإجراء هو حق للدولة التي ترغب في إزالة التشوه الحاصل في آليات الدعم للسلع، وتوجيهه إلى مواطنيها، وبالتالي تخفيض عجز الموازنة من خلال التراجع المتوقع في فاتورة دعم الخبز التي تتجاوز الـ300 مليون دينار سنويا.
المحصلة التي تتطلع إليها الحكومة في تغيير آليات الدعم هي استثناء المقيمين على أراضي المملكة من الدعم الذي يحصلون عليه من خلال شرائهم واستعمالهم للسلع المدعومة من صحة وتعليم ومحروقات ومواد غذائية.
يُقدَر عدد المقيمين على أراضي المملكة بنحو 2.5 مليون نسمة، يتوزعون على الجنسيات التالية بالترتيب: سوريا، مصر، العراق، وآسيوين ، وهؤلاء يحصلون على ما يقارب الـ250 مليون دينار من موازنة الدعم الشاملة.
إذا كانت الحكومة تصر على آلية دعم تستثني المقيمين، فإن هذا التوجه له تداعيات كبيرة قد تلحق بالأردنيين في الخارج، حيث يقدر عددهم في دول الخليج العربي بحوالي 680 ألف أردني، يحولون سنويا ما يزيد على 3 مليار دولار كحوالات تدعم احتياطات المملكة من العملات الصعبة.
استثناء المقيمين في الأردن من الدعم عن طريق بطاقة شراء خاصة للاردنيين فيه نوع من التمييز الذي لا يليق بالشعب الأردني وعاداته وتقاليده، وقد يفتح شهية دول أخرى في تطبيقه على الاردنيين لديها، بحيث يدخل المواطن على محل تجاري فيحصل على سعرين، أحدهما للأردني والآخر للمقيم.
الحكومة عليها أن تفكر في طريقة أخرى لتوجيه الدعم إلى المواطنين دون إحداث عمليات تمييز في التعامل بين من يقيمون على أراضيها، فالمقيم بالأصل يدفع رسوم إقامة ويعمل وتتقاضى الدولة منه تحصيلات ضريبية ورسوم مختلفة لقاء تواجده على أراضي المملكة.
كما أن الحكومة مطالبة بالتفكير في مسألة رفع الأسعار على المقيمين من حيث انعكاساتها على أمنهم المعيشي، فقد يلجأون للخروج من الأردن خاصة فئة العاملين منهم، وهو ما سيؤثر على سوق العمل المحلي، ويرفع معدلات الأجور ويزيد بالتالي من التكاليف.
لم يعد القرار الحكومي تنحصر تداعياته بداخل الاردن، فالدولة تراقب عن كثب سلوك الدول الأخرى، وتسعى جاهدة الى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل إذا ما شعرت أن بعض الإجراءات التي اتخذتها دول وفرت عليها أموالا لصالح الخزينة، وهو ما قد يلحق الأذى بالأردنيين في الخارج.
[email protected]
[email protected]