صحيفة الكترونية اردنية شاملة

إدارة الأزمات… وتحمل نتائجها

0

القائد الحكومي الحق هو الذي يستشرف المستقبل بوضوح، فيتوقع الأفضل ولكنه يخطط ويستعد دوما للتعامل مع الأسوأ… هو الذي يحلل كافة المخاطرالمستقبلية المحتملة التي يمكن أن تواجه وطنه وشعبه، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى طبيعية، فيضع الخطط الناجعة والخطط البديلة للتعامل معها عند حدوثها، فيوعي مواطنيه ويجيش ويدرب ويحفز موظفيه وينسق مع شركائه كافة لضمان التعامل معها بكفاءة وفاعلية.
فإن حدث المكروه وفشل في التعامل معه، فإن القائد الحق هو من يقر بأن كل الخطأ هو خطؤه، أما إن نجح فإن النجاح هو نجاح الجميع… لا يمكن أن يكون هنالك ما يبرر بأن يُعفى القائد من مسؤولية الفشل، فالرؤية هي رؤيته والأهداف والإستراتيجيات والخطط هو من قاد وضعها وإعدادها ، والإدارة هي إدارته والعاملون هم عاملوه والأنظمة والأجهزة والمعدات هي لمؤسسته .
نعم، يجب بعد حدوث أي فشل إداري من التحقق من أسبابه وتحليل جذورها ووضع الخطط التصحيحية والوقائية التي تصحح المسار وتمنع إعادة تكرار الخطأ والفشل في المستقبل، ولكن هذا لا يتنافى ولا يتعارض مع مبدأ تحمل القائد الفوري لمسؤولية الفشل كاملة دون أعذار… فإن كان الضرر المادي والمعنوي كبيرا فاللإستقالة أو الإقالة، وإن رافق ذلك سقوط ضجايا فالإقالة والمحاكمة لفشل القائد في تحمل مسؤولياته القيادية.. هكذا تستوي الأمور وتستقيم… دول يسعى قادتها بكل ما أوتوا من جهد لإسعاد شعوبهم فيقدموا لهم أكثر مما يتوقعوا ويطلبوا بكثير… من خلال رؤية حكيمة وإدارة حكومية ناجعة مبنية على الثواب والعقاب… أدارة حكومية يقودها أكفياء يتبنون أفضل الممارسات الإدارية العالمية الحديثة بعد تطويعها بما يعكس خصوصية دولهم… إدارة ايجابية محفزة تكرم الناجح أيما تكريم، ولكنها وفي نفس الوقت صارمة ولا تتهاون مع المقصر والعاجز… وتنجح من خلال تلك الادارة الحكومية المتميزة بتحقيق هدفها بإسعاد الناس.
فالموضوع هنا لا يتعلق بالموارد على الإطلاق، وإنما يتعلق بوجود الرؤية الحكيمة والإدارة الرشيدة والقادة الأكفياء… يقابلها من الناحية الأخرى دول لا يستطيع قادتها الحكوميون إدارة “شتوة”… ولا حول ولا قوة إلا بالله… حفظ الله الأردن عزيزا وقويا ومنيعا… وحماه شعبا وأرضا وقيادة…
إنهاء الدردشة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.