صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خواطر عن اعصار ارما و بعض التحديات

0

نحن بالمنطقة العربية لسنا محصنين من عواقب ظاهرة الاحتباس الحراري و العواصف الجوية و الشتوية التي تتأثر بها. فقررت ان اصلت الضوء على اعصار ارما (و هو من فئة الاعصار البحري) على صفحتي لعدة اسباب. اولها بأن هذه الاعاصير تحدث بصورة موسمية في الكاريبي و و تضرب عدة بلدان في جنوب شرق امريكا و امريكا الوسطى و بعض مناطق العالم و اهل هذه البلدان قد اعتادوا عليها. و لكن الغير طبيعي فيها مؤخرا ضراوتها و شدتها ..فظاهرة الاحتباس الحراري تزيد من حرارة الكرة الارضية مما يزيد من شدة تبخر مياه البحار و المحيطات عموما حول الارض و هذا يشمل منطقة الكاريبي…مما يشحن ضراوة هذه الاعاصير حينما تتشكل…فوقودها مياه ساخنة متبخرة تصعد الى طبقات الجو العليا و تتلاقى مع اجواء باردة في جلد السماء لتتشكل هذه الاعاصير بتفاوت قوتها…و ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد مناخ الكرة الارضية عموما منذ عدة عقود زمنية فقد لمس العالم متغيرات مناخية كثيرة…و قد شعرنا حتى بالاردن بانحباس مطري في الشتاء متكرر مؤخرا تسببه هذه الظاهرة التي فشل العالم بايحاد اتفاق حول آلية فعالة للتخفيف من ضراوتها…حتى في هذا الصيف 2017 الذي قرب على الانتهاء في الاردن درجات الحرارة المرتفعة و التي عانينا منها الامرين كانت من اثار ظاهرة الاحتباس الحراري…

يجب في بلادنا العربية ادراك ان بلادنا جزءا من مناخ عالمي مترابط وقد اثقل مؤخرا بسبب التلوث البيئي الذي تسببه ظاهرة الاحتباس الحراري و عوادم السيارات و المركبات و الطائرات عموما حول العالم و ابتدأت بلادنا منذ عقد التسعينات بالتأثر السلبي بها و وجب علينا التواصل مع بلدان العالم الاول التي ترصد خطورة هذه الظاهرة بأجهزتها و امكانيتها الكبيرة لنفهم اين نقع و ماذا يجب ان نتوقع في موسم الشتاء و الصيف من مناخ و طقس يستجد علينا و ايضا عن ما يحدث و ما هي الآليات التي يجب ان نتخذها للتأقلم مع هذه الظاهرة…فاذكر في عام 92 ضربت بلادنا خمسة عواصف ثلجية متتالية و عند سؤالي عالم كان يدرس طلاب مادة العلوم بالمدرسة الامريكية التي درست و تخرجت منها ايام شبابي الباكر قال لي بأن انخفاض درجات حرارة الكرة الارضية عموما تسبب بهذه العواصف و بموسم شتاء قارص حينها…نحن في البلاد العربية لسنا في كوكب آخر لكي نظن اننا بمعزل عن التغيرات المناخية التي قد تحدث بصورة طبيعية او بسبب التلوث و الاحتباس الحراري و ان لا نلمس غضب هذا المناخ الذي ابتدأ يفتك بسلام العالم…

اذكر تماما بهذا الصيف الحالي موجات الحرارة التي اجتاحت الاردن و البلاد المجاورة لنا فهي غير مسبوقة اطلاقا في منطقتنا. ففي اثناء احدا الموجات الحارة هذه وقفت امام بيتي و بيدي بعض من الاغراض التي كنت اريد وضعها بسيارة شقيقي. و هي سيارة حديثة جدا. كانت الحرارة في اوجها حيث كنا في ساعات الظهيرة. ففتحت باب السيارة و كنت على وشك وضع الاكياس في السيارة لانتبه الى مادة سوداء على اصابع يدي اليمنى. تفاجئت بها و لأول وهلة ظننت ان شقيقي كان قد لوث مقبض الباب بمادة سوداء فكانت على يدي اشبه بالشحمة السوداء.ولكن حينما تفحصت الباب أكتشف امر ارعبني. فكان المطاط الذي يضعه مصنع السيارات و الذي يحيط بالباب من الداخل حول اضلاعه و زواياه ذائب تماما من شدة الحرارة و بالتالي لوث يداي حينما امسكت الباب … الحر وصل الى مستويات لا تطاق في صيفنا بالاردن…و تفاجئت ايضا حينها ان المرآة في سيارة شقيقتي المعلقة على الزجاح الامامي قد ذاب اللاصق الذي يثبتها بالزجاج و بعض من العضم الذي يربطها بالزجاج؟؟؟؟ اظن انه آن الاوان لكي نخاطب الشركات الصانعة للسيارات التي تورد السيارات لمملكتنالكي ترفع من مواصافات و مقاييس السيارات التي يتم توريدها الى الاردن لتتحمل اجزاءها الحرارة التي تأتينا في الصيف؟؟؟

المناخ حينما يتغير بصرف النظر عن المسببات اقوى منا كبشر فاكثر ما يمكننا فعله هو الاستعداد للتأقلم مع المتغيرات و العمل على انهاء تلوث البيئة فلنا امل دائما بأن يفيد هذا الامر بصيانة مناخ البيئة المناسب لعيشنا كبشر على هذا الكوكب…ام بغير ذلك نحن نتحدا عناصر مناخية اقوى منا كثيرا قد تقسو علينا كثيرا بالمستقبل…آمل ان تدرك هذا الامر حكومتنا و ان نكون مستعدين لأي طارئ او متغير ات على مناخ بلادنا…فالنتعظ مما يجري من حولنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.