وسط البلد أبعد من باريس؟؟

ما زالت الصورة المخجلة حاضرة لذوي “البالطوهات السوداء” من المسؤولين العرب وهم يقفون صفّاً واحداً في مظاهرة باريس تضامناً واحساساً مرهفاً وشعوراً بالذنب وهزّاً للذنب” حول حادثة قتل صحفيين فرنسيين كرسوا كل أعمالهم شتماً للدين الإسلامي وللرسول الكريم..

الآيادي تحضن الأيادي والدموع كادت ان “تفرّ” وهي تنظر في عيني الرئيس الفرنسي شعوراً بمأساة ما حصل ، ثم شبكوا أذرعهم على طريقة “التشوبي” العراقية وساروا جنباً الى جنب وفوق رؤوسهم ترفّ صور مسيئة جديدة للنبي العظيم محمد صلّى الله عليه وسلمّ…فلم يستيقظ عرق الحياء النائم ليحتجوا أو ينسحبوا أو حتى يجاملوا الشعوب التي أتوا قادمين باسمها ، وفضّلوا لاستمرار بالمشي تحت الاساءة.

**

اليوم نظّمت مسيرة في وسط البلد نصرة للرسول العظيم بعد ان اصرّت الصحيفة السخيفة “شاربي إبدو” ان ترسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بصور أكثر اهانة على صفحاته الأولى ووزعّت سبعة ملايين نسخة لعشرين دولة في نوع من التحدي الجديد للمسلمين كافة…ومع ذلك لم نر المسؤولين ينزلون الى وسط البلد ليستنكروا ويشجبوا ويتضامنوا مع مليار وستمائة مليون مسلم حول العالم ..لم نر ذلك التضامن ولا الاحساس المرهف، ولا الايادي تحتضن الأيادي ولا الدموع “المقرمزة” لم نر حتى امين عام او وزير يتحرك بصفته الشخصية لا بصفته الرسمية…فهل يا ترى وسط البلد أبعد من باريس؟؟

غطيني يا كرمة العلي…امّة واقعة!

سواليف