صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أمريكا ترمب وانهيار الولايات المتحدة!

0

قد يستغرب البعض من شدة العنوان أو قلة احتماليته لكن تاريخ البشرية دوار لا يرحم وسنن الكون ثابتة لا تتغير فرب العالم واحد قد وضع قوانيناً تسري على الجميع ولا تفرق بين حال وحال!
ان ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى جاءت بعد اتحاد ولايات مختلفة وبعد حرب استقلالٍ عن بريطانيا العظمى وبعد حرب أهلية ضروس!
ان المهاجرين الجدد الى الولايات المتحدة جاؤوا من أوروبا بالذات ومن اصقاع العالم طلبا في حياة أفضل وبعيدا عن حروب أهلية طاحنة في أوروبا واضطهاد ديني مقيت وفرص عمل واسعة في قارة متسعة الأطراف، جاؤوا وهم اكثر اجتهادا وبذلا للوقت في العمل من نظرائهم الأوروبيين وهم اكثر تصميماً على فصل الدين عن السياسة وأكثر احتراما للحريات وأكثر تنفيذا للدولة والقانون!
ان الآباء المؤسسين للولايات المتحدة من جورج واشنطن ورفقائه كانوا في قمة العبقرية عندما كتبوا دستور الولايات المتحدة في سبتمبر ١٧٨٧م . هؤلاء العباقرة وضعوا اللبنة الاساسية لدولة أصبحت اعظم دولة على وجه الارض يقصدها جميع اطياف البشر من كل دين وعرقٍ ومذهب ويتمتعون بحريةٍ واسعة وملاذ أمن وعيش كريم لابنائهم ، فجذبت هذه الدولة كل طاقات البشر في العالم وأكثر الناس جدا واجتهادا ليأتوا لها ويبنوا هذا العالم الجديد ويساهموا في تثبيت هذه الامبراطورية الضخمة الاقوى اقتصاديا وعسكريا واعلاميا وسياسياً
هناك جيل متنامي من الأمريكيين ورثوا هذه الدولة وعظمتها وقوتها فتباهوا بهذه العظمة ولم يبذلوا جهداً كجهد آبائهم وأجدادهم في هذه الدولة! ان الحياة الاستهلاكية الجارفة بالدولة وقوة الشركات المنتجة وضعف التعليم المدرسي وقوة إعلام هوليوود وطغيان الاعلام المحلي على العالمي خلق مشكل ضخمة بالمجتمع ، فأصبحت الثقافة السياسية ضعيفة ، وضاقت آفاق التعليم ورحابة المعرفة واعتمد التعليم والطب والهندسة وكثير من العلوم على المهاجرين الجديد
ان حضارة الولايات المتحدة سادت وعظمت بسبب النهضة الاخلاقية التي أسسها المهاجرون الجدد بالاعتماد على الجهد الشاق لبناء الدولة ، وثورة الأخلاق المجتمعية باحترام الوقت والعمل واحترام البشر وحرياتهم وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية! قد لا يخلوا الامر من مثالب ونقاط سلبية كالتعامل مع الافارقة وغير ذلك ولكن المجتمع ديناميكي ومرن لدرجة هائلة بفضل العدالة الاجتماعية التي مكنت لرئيس اسود ان يحكم هذه الدولة العظيمة وما كان ليحكم هذا الرجل الأفريقي في كثير من دول العالم ان جاء والده مهاجرا فيها كما حصل في الولايات المتحدة !
ان فاز السيد دونالد ترمب كرئيس للولايات المتحدة ، فاني اعتقد ان هذا بداية الانهيار الاخلاقي للدولة لأسباب عدة، والانهيار الاخلاقي قد يسبق الانهيارات الاخرى بسنوات كثيرة
اهم تلك الأسباب ان هذا الرجل قد فشل اخلاقيا على كل الاصعدة وتعرى تماماً امام الناس ، فهناك على الأقل احدى عشر فتاة وامرأة ظهروا للعلن يتهمونه بانه تحرش بهم جنسيا، وهناك اشرطة جنسية فاضحة لهذا الرجل يتكلم كلاما جنسيا فاحشا ، ويقول لصاحبه انه غني ويستطيع ان يصطاد اي فتاة وهو مطلوب في قضية اغتصاب لقاصر ومازالت القضية بالمحكمة ، وهذا الملياردير لم يدفع ضرائب للدولة من عشرين عاما ، وقد أشهر افلاسه اربع مرات، وهذا الملياردير اثناء حملته الانتخابية لم يترك غريما له الا وشتمه بأقذع الألفاظ، حتى حلفاؤه الجمهوريون ف تيد كروز هو الكذاب، و مكين أسير الحرب السابق شخص ضعيف لانه قبض عليه الفيتناميون ، وروبيو هو شخص صغير وقضيبه صغير بينما ترمب قال عن نفسه انه صاحب اكبر قضيب!
ولَم يترك الملياردير مجموعة أو أقلية الا وهزأها فقلد صحفي معاق حركيا مستهزءا به، وقد استخدم كثير من الألفاظ السيئة ضد كثير من النساء خاصة النساء ذوات الجمال المتوسط ، فقال ان زوجة تيد كروز قبيحة، وقال عن نساء أخريات انهم كالخنازير، أو الفاظ اسوء من هذا!
وقد اتهم هذا الرجل المكسيكيين انهم مغتصبون جنسيا وكلهم مجرمين واتهم المسلمين انهم ارهابيون واقترح عدم السماح لأي مسلم بالدخول للولايات المتحدة، كما اتهم الأمريكيين الافارقة انهم يعيشون في الوحل والفقر والجهل ويقتلون بعضهم البعض!
هذا الرجل الذي اتهم كثير من اتباعه بأنهم غير متعلمين وانه يحب الغير متعلمين ، له شعبية ضخمه بين المتعلمين وغير المتعلمين! فهو الان مرشح الحزب الجمهوري ، والذي يضم المحافظين والمسيحيين ، وهذا الحزب رغم ادعائه بانه يهتم بالاخلاق وتعاليم المسيح ومفهوم الاسرة الا ان اتباع الحزب قد سقطوا في زوبعة التنافس السياسي مع الحزب الديمقراطي فانهار الحزب اخلاقيا الان وتفكك، وأصبح الرئيس الفعلي للحزب هو الملياردير ترمب! ولعل ذلك يعود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.