صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مسؤولون بالبراشوت

على الرغم من وجود عدد من المسؤولين الأكفاء في مختلف القطاعات الحكومية والذين كان لهم دورا في نجاح مؤسساتهم ، الا أن الإدراة العامة الأردنية أبتليت في السنوات الأخيرة بعدد من المسؤولين الذين سقطوا على مواقعهم بالبراشوت ، لا تعرف من أين أو كيف أتوا؟ وماهي المؤهلات التي جعلتهم يعتلون برج الإدارة، كل ما يمكنك أن تعرفه أنهم أصبحوا في أعلى السلم الإداري وعلى قمة الهرم ولا يمرون في سلسلة مقابلات، ولا يعرفون شيئاً اسمه وصف وظيفي أو موهلات أو تنافس .
ويمتازغالبية هؤلاء بصفات مشتركة أبرزها : ضعف الشخصية القيادية وإفتقادهم لأي رؤية لتطوير مؤسساتهم ، عدم الكفاءة والمؤهلات، التبعية والقبول بدور الواجهة لأحد مراكز القوى والنفوذ،عدم تحمل المسؤولية والجبن والتردد في اتخاذ القرار، التمتع بإمتيازات الوظيفة ومكاسبها ، محاولة البقاء في المنصب أكبر مدة ممكنة ، الإرتباط ببعض الصحفيين والإعلاميين والمواقع الإلكترونية لتلميع أشخاصهم وإبراز إنجازتهم الوهمية.
ويتدخل هؤلاء أيضا في كل شاردة وواردة، سواء كانت من اختصاصه أو من اختصاص أصغر موظف في السلم الوظيفي، بينما القضايا الكبرى لا تسترعي انتباههم، ولا تخطر لهم على بال، على عكس التفاصيل الصغيرة التي تستفزهم ، مثل كاسة الشاي التي تنساها على مكتبك، أو الورقة التي أوقعها أحدهم خارج سلة المهملات ، وإن ابتليت وأرسلت له ملفاً أو ورقة لتوقيعها أو تدقيقها فيخرج لك كل مهاراته اللغوية والإملائية، بغض النظر عن المحتوى الحقيقي للورقة .
ومسؤول البراشوت يهتم بالأزمة بعد حدوثها، ويصدر الأوامر بعد وقوعها، قدراته الذهنية لا تساعده على أن يخطط للمستقبل جيداً ، وإنما ينتظر حتى اللحظة الأخيرة حتى تقع الأزمة. يقوم بتهميش وإقصاء الموظفين الذين يعتقد بأنهم كانوا مقربين من المسؤول السابق، ويقرب حوله طاقم جديد يفهمون في كل شيء، ويستشيرهم في كل شي ، يتجمعون حوله، ويطربونه بما يحب أن يسمع، وينطقون بما يفكر به وما يود أن يقوله.

وختاما مسؤول البراشوت لا يهتم بتطور مؤسسته وإنما يهمه نفسه ومصلحته الشخصية ، ولا يرى غيرها، وأما الموظفون فهو يستخدمهم للصعود في سلم ترقيته ووصوله إلى الأعلى، وإذا ما أعاقه أحدهم تخلص منه بطريقته( التجميد ، الإحالة للتقاعد أو الإستيداع )، وأما المؤسسة فهي وسيلة يستعملها وطريق يسير فيه نحو غايته الشخصية العليا، سواء أنتجت المؤسسة أم لم تنتج، أضافت شيئاً إلى محيطها أم لم تضف، وهذا ما لا يدركه من عينوه أو ساعدوه إلا بعد فوات الأوان .

وأما مخرجات هذا النموذج من المسؤولين في المؤسسات العامة فهو : الترهل والفساد الإداري والمالي والشللية والمحسوبية والجهوية وتصفية الكفاءات الإدارية ، علما بأنه لا توجد مؤسسة مترهلة وفاشلة وانما هناك مسؤول فاشل يتربع على رأسها ، وأي مؤسسة ناجحة تعني وجود مسؤول وإداري ناجح على رأسها .
وعليه فإن هناك حاجة ملحة للإصلاح الإداري للنهوض وتطوير ورفع كفاءة الجهاز الإداري الحكومي وإتباع سياسة المصلحة العامة والكفاءة والجدارة والأهلية في تولى المناصب الإدارية وغيرها وايجاد آليه خاصة غير الحالية المتبعة، تضمن صعود الكفاءات بعيدا عن الشللية والجهوية والمحاصصة ، هكذا تبنى المؤسسات والدول .
وحمى الله الأردن العزيز

التعليقات مغلقة.