صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شباب مسلمون يعيدون الحياة للكنائس قبل أعياد الميلاد في الموصل

في منطقة حي العربي بالجانب الأيسر من الموصل حيث يقع دير مار كوركيس، ينهمك الشاب الموصلي المسلم بندر فارس مع رفاقه في الكشف عن الأضرار الذي لحق بالدير، الأنقاض والأحجار والدمار تملأ المكان. يحاول بندر (21 عاماً) مع مجموعة الشباب إعادة إحياء الدير وافتتاحه من جديد في سباق مع الوقت، فأعياد الميلاد ستحل قريباً وبندر ورفاقه سيحييون الدير بتنظيفه وإزالة الأنقاض والآثار المدمرة منها من أجل أن يحتفل جيرانهم المسيحيون بأعياد الميلاد. ويكلل عمله بنصب شجرة عيد الميلاد وتزيينها.

في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سننظم أكبر وأول قداس بمناسبة عيد المسيح بكنيسة مار بولص الكلدانية في منطقة حي المهندسين بالجانب الأيسر بالموصل”، يقول عمار الحاتم (23 عاماً)، وهو شاب موصلي مسلم وناشط مدني وأحد أعضاء فريق “خلية شباب نينوى”، ويتابع بالقول: “سننظف الكنيسة ونزيل الأنقاض منها مع تزيين أشجار الميلاد وسندعوا بقية النازحين المسيحيين العودة إلى مدينة الموصل.

اما عمار ورفاقه في “خلية شباب نينوى”، التي أسسها مجموعة من الناشطين والمدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساندة القوات الأمنية العراقية أيام عمليات تحرير نينوى مع حملات إغاثية وإنسانية. وكانت من أولى الفرق التي ساهمت الشهر الماضي بإعادة إحياء الكنائس منها كنيسة قلب اليسوع، وهي ثاني أكبر كنيسة بالشرق الأوسط، في قضاء تلكيف بشمال الموصل، حيث عملوا طويلاً على تنظيفها ومحو من جدرانها شعارات “داعش” التي تحض العنف والتنكيل بالمسيحيين وقتلهم.

يقول عمار “أخذنا معنا فرقة موسيقية للعزف داخل الكنسية لبث روح الحياة من جديد وحتى الأطفال شاركونا حملة التنظيف واخترنا يوم الجمعة وهو يوم استراحة ومقدس لدى المسلمين لكن لإيصال رسالة بأن المسلمين مع المسيحيين دوماً”.

وبشأن الأصداء التي حققتها مبادرة الفريق يضيف عمار: “التجربة أخذت صدى واسعاً محلياً وإعلامياً وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والكثير من المسيحيين تجاوبوا معنا ورحبوا بمبادرتنا”.

من جانبه يؤكد كاهن كنيسة كرمليس والمشرف على كنائس الموصل وكنيسة مار بولص الكلدانية، القس ثابت حبيب، قال أن “جميع الكنائس في الموصل مغلقة ومشوهة بصورة مؤلمة، بعض الكنائس في الجانب الأيمن ما زالت تحوي جثث داعش إلى اليوم وهنالك كنائس شوهها داعش بنبش جدرانها وتحطيم الرموز المسيحية”، ويتابع “لم يأت إلى الآن دعم حكومي أو غيره لكنائس الموصل لإعادة أعمارها”.

وقال الأب ثابت إن “رسالة هؤلاء الشباب رسالة تعايش وأخوة بين المسلمين والمسيحيين”، مضيفاً أن “المسيحيين فور سماعهم بهذه المبادرات رحبوا بها لتكون بداية صفحة جديدة يتعلم منها أبناء الموصل التعايش مع الآخرين”.

التعليقات مغلقة.