صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لعبة “الحوت الأزرق” ..بين التسلية والموت

لا شكّ ان الأطفال و المراهقين تجذبهم الألعاب الغريبة و التي تتضمن روح المغامرة و “الأكشن”، و من بين هذه الألعاب لعبة “​الحوت الأزرق​” او “تحدي الحوت الأزرق” وهي لعبة اجتاحت العالم بأسره، اذ انها انتشرت في كافة الدول العربية و الأجنبيّة و تفوّقت على الألعاب الأخرى، نظرا لغرابتها و قصتها المثيرة.

الدخول الى عالم “الحوت الأزرق”

هي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، يستخدمها المراهقين بين 12 و16 عاماً ، و اثناء تسجيل الدخول يطلب من المستخدم نقش رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال الصورة للمشرف و ذلك للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا

يعيش روّاد هذه اللعبة تحديّا كبيرا يمتد لمدة 50 يوم، و تحتوي هذه اللعبة على سلسلة من الواجبات تعطى من قبل المسؤولين عن اللعبة و هناك مهمة واحدة في اليوم الواحد

قائمة المهام

من مهام هذه اللعبة الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحاً، ليصل إليه مقطع فيديو عبارة عن موسيقى كئيبة و مخيفة تضع المستخدم في حالة نفسية صعبة، و تسلق رافعة، القيام بمهام سرية، غرز إبرة إلى الذراع أو الساق، الوقوف على جسر أو سقف، و الاستماع إلى الموسيقى كما ايضا مشاهدة مقاطع الفيديو المرسلة إلى المنافسين من قبل المسؤول

و خلال هذه المهمات، ينبغي على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة، و عدم التكلّم مع ايّ شخص اثناء اللعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يطلب فيه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

و الأمر اللافت انه لا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، و ان جرت هذه الخطوة يتم تهديد الشخص الذي يريد الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها، و يهددونه بقتل افراد عائلته

مخترع لعبة الحوت الأزرق

هو فيليب بوديكين روسي الجنسية و يبلغ 21 من العمر، وقد تم اتهامه بتحريض 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة معتبرا ان جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت

الغريب في الأمر ان روّاد هذه اللعبة على استعداد كامل لفعل المستحيل للبقاء في المنافسة، ويعمل الإداريون وكان بوديكين يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية.

عجزت مواقع التواصل الاجتماعي على اخفاء لتدوينات هذه اللعبة التي من شأنها ان تودي بحياة اطفال و مراهقين

صورهم بعد ذلك، منها مشاهدة أفلام رعب والاستيقاظ في أوقات غير معتادة وجرح أنفسهم

و قد سببت هذه اللعبةبانتحار أكثر من 130 مراهق في روسيا، الا ان آلاف الصور العنيفة لا تزال متاحة على الموقع العالمي يوتيوب

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ألقت قوات الأمن الروسية القبض على فيليب باديكين في موسكو، بتهمة دفع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على الانتحار. يبدو ان باديكين شخص معقّد و مريض نفسيا اذ انه دافع عن هدف لعبته المميتة بالقول “انه ينظف المجتمع من الأشخاص الذين لا يقدمون له شيئا”

اذا ان للعبة “الحوت الأزرق” مخاطر عديدة، تدخل لاعبها في دوامة الخطر و الضياع، فترهبه و تخيفه و تتمادى الى ان تدفعه للإنتحار، فيجب توخّي الحذر منها و عدم خوض غمارها، و هنا للأهل دور كبير و رئيسي في التوعية لكي لا يخسروا اولادهم او يصبحوا رهينة لهذه اللعبة، و يقعوا في شباكها المظلم، انها اشدّ العاب الشر التي تحمل طابعا افتراضيا، لكنها واقعيّة و حقيقية تداهم و تخرق كل طفبا و مراهق.

التعليقات مغلقة.