صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خبراء: صفة “عاجل” لأخبار مضللة خذلان للقارئ وإساءة للمهنة

يرى خبراء في المجال الاعلامي أن بث أخبار غير مهمة تحت مسمى “عاجل” من خلال التطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي “تدخل في باب التضليل والاثارة، حيث تنتج رأيا عاما مشوها من خلال التسابق الصحفي لجذب القراء وإثبات الظهور وإثارة المتلقي”.

ويقول عميد كلية الاعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير ابو عرجة، ان النظرة الاكاديمية الإعلامية ضد الاثارة أو لفت الانتباه إلى أهمية الموضوع، “أن الخطورة أن يأخذ الخبر صفة عاجل ويكون غير مهم”، معتبرا أن “الاخبار العاجلة غير المهمة تدخل في باب الاثارة”.

ويطالب ابو عرجة بوجوب تنمية وتعزيز الحس الصحفي المسؤول، بحيث “تلصق صفة عاجل على الخبر إذا توفرت أحداث ساخنة ويكون أبطاله من المهمين، وله قيمة، ويمكن للرأي العام أن يدرك معنى الخبر، أما أن يكون خبرا عاديا لا يستحق صفة عاجل، فهذا يدخل في باب الاثارة الصحفية غير المقبولة، وعدم تقديم رسالة الصحافة، وكذلك من باب التضليل الاعلامي الذي لا يجوز، وهو يخذل القارئ والمشاهد”.

وأكد أن “الصحافة يجب أن تقدم إعلاما صحيحا سليما دقيقا متوازنا وموضوعيا”، معتبرا أنها “مسلكيات مهنية تؤخذ من أسرة التحرير والحس الصحفي المهني، والالتزام بأخلاقيات المهنة”.

ولفت إلى أن هذه المشاكل تتعلق بالوعي لدى الصحفي، ولا تحتاج الى قانون للتجريم والذهاب الى القضاء.

ويؤكد مدير هيئة الاعلام المحامي محمد قطيشات أن “بعض المواقع الاخبارية تبث الخبر العاجل لمعرفة حجم المشاهدات وسرعة انتشار الخبر وتسابقه”، لافتا الى أن “استخدام الخبر لغش الجمهور بشكل مضلل، يندرج تحت مفاهيم الاخلاقيات المهنية وميثاق الشرف الصحفي للناشر، أو ناقل المعلومة، ولا يوجد قانون يعاقب بهذا الخصوص”.

وقال، إن المتابع من خارج الاردن أصبح يعتبر الاخبار المحلية مثل القتل ومحاولات الانتحار او القاء القبض على محتالين،”تُعبر عن صورة الشارع الأردني”، فيما هي في الحقيقة تؤخذ من تطبيقات مختلفة أو صفحات اخبارية مضللة، معتقدين انها تأخذ صدى بالإعلام المحلي.

وأضاف، ان الخبر هو معلومة أو واقعة صحيحة، فحين يكون بصفة “عاجل” يجب أن يكون موضوعه مهما ويهم شريحة كبيرة من الناس، داعيا إلى تطبيق المهنية في كتابة الاخبار العاجلة.

مدير تحرير مرصد الاعلام الاردني (اكيد) الزميل اسامة الرواجفة قال ان “انتشار الخبر العاجل بالوسائل الاعلامية أظهر صورة سلبية عن الاعلام”، لافتا إلى أن الخبر عندما يحدث من حق الجمهور معرفته، وان اتباع المعايير المهنية يساعد في إيصال الصورة الحقيقية للجمهور دون تسويغ او سلبية او ايجابية.

وأضاف الرواجفة، ان “الاخبار العاجلة التي تصدر من الوسائل الاعلامية شكلت انطباعا سلبيا وأعطت انطباعا ان حجم المشاكل كبير”، وسبب ذلك كثرة انتشار وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والصفحات الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا الى ان “تكرار الخبر في أكثر من وسيلة اعلامية مع غياب المهنية في بعض المواقع، ساهم في اضفاء الصورة السلبية بسبب البحث عن اثارة الجمهور”.

ولفت الرواجفة الى وجود أكثر من 350 موقعا إخباريا، والعشرات من القنوات التلفزيونية، والعديد من صفحات التواصل الاجتماعي الإخبارية، معتبرا ان هذا الكم الكبير من وسائل الاعلام فتح المجال للتنافس والبحث عن الاثارة.

وأوضح ان الأخبار التي تصدر بصفة “عاجل بلغت نسبة غير العاجل منها حوالي 90 – 95 بالمئة، من يعني أن هناك تضليلا لجمهور المتلقين”، مشددا على أن الخبر العاجل يهم اكبر شريحة من الجمهور ويرتبط بمصالح الناس، وليس له علاقة بالتنافس الاعلامي والسباق الصحفي.

بدوره رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الزميل خالد القضاة اشار إلى أن “هناك وسائل اعلامية تتلاعب بالمصطلحات وخاصة بإدراج كلمة (عاجل) للدخول بسباق الاخبار وكسب الجمهور والحصول على نسبة القراء”.

وقال، إن النقابة “تطالب بتعديل القانون ليصبح قانونا عصريا لمعالجة الاختلالات والتعديلات الجديدة وحماية حرية التعبير، وأي قضية بها جزء من نقد تكون بحاجة لاجتهادات قانونية واجتهادات محاكم جديدة للتعامل معها”، مشيرا الى أن التعديلات التي اقترحها المشرع والجهات الحكومية تذهب بمنحى “تقييد حرية التعبير وليس الحرية المسؤولة”، متسائلا “هل تستطيع بعض التطبيقات السيطرة على المحتوى الاخباري؟”.

التعليقات مغلقة.