أمانة عمان والشراكة التنموية الحقيقية

أمانة عمان الكبرى إحدى المؤسسات الاستراتيجية في الدولة التي لها اتصال مباشر مع المواطنين والقطاع الخاص، ودائما ما تكون محط اهتمام الشارع والجهات المعنية في تتبع أنشطتها وخدماتها، ولأنها خدمية بالدرجة الأولى فإن الشعور تجاهها يتطور سلبا وإيجابا بمدى الإنجاز الذي تقدمه لزبائنها من مختلف الشرائح والقطاعات.
لكن جرت العادة خلال السنوات الماضية أن يكون الشعور سلبيا تجاه هذه المؤسسة التي تراكمت عليها الديون وتأثرت أنشطتها في المراحل السابقة، وباتت فعلا مرآة لأوضاع الموازنة العامة التي باتت هي الأخرى أسيرة المتغيرات.
لكن هذا الشعور السلبي من قبل المواطنين والقطاع الخاص بدأ يتغير تدريجيا نحو الإيجابية تجاه أمانة عمان التي باتت اليوم في ظل إدارتها الرشيدة الحالية التي تسعى جاهدة الى تكريس مفهوم الشراكة الحقيقية مع كافة المعنيين، من خلال امتلاك رؤية واضحة بالاحتياجات والتحديات التي تواجه مدينة عمان ومعالجتها، حيث بدأت بوضع وتنفيذ الخطط من خلال الأهداف المؤسسية التي تنسجم مع الأهداف الوطنية.
اللقاء الموسع الذي جمع أمين عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة الأسبوع الماضي بمئات رجال الأعمال والاقتصاديين من أعضاء جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية “جيبا” جاء على شاكلة لقاء مفتوح بين الجانبين بمنتهى الصراحة والمكاشفة ليؤسس لعلاقة جديدة بين الأمانة ومجتمعها.
الأمانة هذه المرة جزء أساسي من خطط الدولة الاقتصادية، وتسير جنبا إلى جنب مع كافة إجراءات الحكومة الاقتصادية. كما أنها ماضية قولا وفعلا في تبسيط وهندسة وأتمتة الإجراءات لتحفيز البيئة الاستثمارية، وبما يحقق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال القضاء على الروتين والبيروقراطية والمزاجية في التعامل حيث تم الغاء 200 إجراء إداري.
الأمانة تتحول بشكل متزن للمنظومة الإلكترونية في خدماتها والمتوقع الانتهاء منها عام 2020 يهدف الى تبسيط الإجراءات ، وسرعة اتخاذ القرار والحد من الواسطة وبما يعيد الثقة والحيادية لدى الاطراف المتعاملة مع الامانة، حيث تم إصدار وتجديد رخص مهن منذ مطلع العام بنسبة ( 24 بالمائة) ودفع المخالفات واستقبال الشكاوى الكترونيا منذ بداية العام.

الامانة تسير قدما بتشريع عصري للتفتيش الموحد، يهدف توحيد أعمال التفتيش على كافة القطاعات بعد تأهيل الكوادر العاملة في المجال، حيث ستكون آلية العمل والتفتيش ضمن خطة وبرنامج عمل واضحين بعيدا عن العشوائية والمزاجية، وسيتم التغلب على مشكلة انتحال شخصية موظفي الأمانة من خلال توحيد زي التفتيش وتثبيت كاميرا مع المفتش لتوثيق عملية التفتيش المبرمجة مسبقا مع صاحب المنشأة.
والنقل ليس بعيدا عن رؤية الأمانة، فهو على رأس أولوياتها الخدمية للمواطنين ، فهي تعمل حاليا على رفع مستوى كفاءة وسائط النقل العام العاملة وانجزت طرح عطاء لشراء 100حافلة جديدة لتشغيلها خلال عام 2018، بالاضافة إلى 100 حافلة بالعام 2019 ، وصولا إلى 286 حافلة ستعمل على تحسين ورفع كفاءة النقل العام لتخدم جميع الفئات من كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة
والاستثمار والمشاركة في رفد العملية التنموية للاقتصاد الوطني وتعزيز بيئة الاستثمار في العاصمة عمان تسعى الامانة في القريب العاجل الى انشاء شركة مساهمة خاصة تعنى بالاستثمار بشكل عام وفي قطاعات النقل والتطوير العقاري والخدمي والسياحي يقوم على دراسة لاحتياجات السوق والمدينة والموائمة بينهما واختيار تنفيذ المشاريع والقائم على دراسة الجدوى الاقتصادية لها ومن ثم تسويقها وتوفير البنية التحتية المناسبة للاستثمار.
عهد جديد لامانة عمان اساسه المشاركة الاقتصادية مع المواطن والقطاع الخاص بهدف النهوض التنموي الاقتصادي للعاصمة عمان ورفع سوية خدماتها والنهوض بعوامل الجذب الاستثماري لها .
[email protected]