صحيفة الكترونية اردنية شاملة

بيان صادر عن “الإخوان المسلمين” في ذكرى معركة الكرامة

لإنها كانت الكرامة ، وعلى أرضها شمخت ، ومن نبضها العميق استقت ، وبعزم الرجال الرجال ، وفولاذ إرادتهم ، جيشاً ومقاومة سكبت ، فقد وثقت في سجل الوقائع الخالدة ، معبرةً عن حقيقة أبناء هذه الأمة عندما يلتحمون بالعقيدة والمجد والكبرياء .

بعد نكسة حزيران 1967 م ، وحالة الذهول السائدة في الأمة كلها ، وحيث غرور العدو في علياءه ، وقد ظن الكثيرون من أبناء أمتنا أن لا مجال لحرب معه ، والذي ظن أن أسلحته ومعداته ونصره ، مانعة له من الهزيمة ، أو إسقاط هيبته في منازلة غير متكافئة . لكن التضحية وروح الشهادة وقوة الوحدة ، والإقدام والدم القاني الزكي ، مرغ صلفه في التراب ، وحدد طريق النصر ونهج العزة ، وعمق الإيمان بهما لدى أجيال من شعبنا الواحد وأمتنا الكبيرة ، فتحت عينها على تلك الحال قبل عام أو أقل .

ولا زال هذا العدو وبدعم دولي ، يراهن على الفرقة ، ويرعى الفتنة ويغذيها بأي صورة متاحة أو شكل ، أملاً في تحقيق مراميه ، وتثبيت كيانه المغتصب الدخيل ، ويطمع أن يمرر صفقة تآمرية ، تصفي القضية ، وتمنحه القدس عنوان الطهر والرفعة والتوحد . وكما استمدت الكرامة وأبطالها من روح مؤتة ، وبسالة جعفر وزيد وابن رواحة ، فإن وهجها لا يزال يومض في صدور أبناء هذا الشعب الكريم وجيشه العربي الأصيل ، إيماناً وقيماً وإرادةً ماضية . وما انفك الوعي عميقاً بخطورة المشروع الصهيوني على هذا الوطن العزيز ، وأولويته في المواجهة ، وما يتطلبه ذلك من بناء على أسس الحرية والكرامة ، والعلم والإيمان ، والعدل والاستقامة ، والقوة بكل أنواعها . لقد أصبحت الكرامة ، رؤية وهتافاً ونهجاً ، ونداء خالداً يتردد في جنبات الوجدان الجمعي العام ، ومحفزاً للهمة والصبر والإصرار .

فسلام الله مبارك على شهدائها وعلى كل الشهداء ، والتحية العطرة العبقة لكل من شارك أو أسهم في صناعة النصر والكبرياء ، و(إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) .

التعليقات مغلقة.