صحيفة الكترونية اردنية شاملة

غزة تودع شهداءها الـ 15 في مواكب مهيبة

شيعت جماهير قطاع غزة، شهداء اليوم الأول لمسيرة العودة الكبرى الذين ارتقوا يوم الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذين استهدف قناصته المدنيين العزل الذين تظاهروا قرب السياج الأمني الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 1948.

 

وشارك ، اليوم، الآلاف من المواطنين في تشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير، وما ميز تلك المواكب للشهداء التي شملت جميع مدن ومخيمات قطاع غزة، من بيت حانون شمالاً إلى رفح جنوباً، وأنها شهدت مشاركة جماعية لكل أبناء الشعب الفلسطيني، على اعتبار أن الهبة كانت جماهيرية وشعبية.

 

وشهدت مسيرات العودة الكُبرى التي انطلقت على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة، استشهاد 15 فلسطينيا ، وإصابة أكثر من 1600 آخرين بجراح متفاوتة في اليوم الأول من مسيرة العودة الكبرى والتي ستتواصل حتى منتصف مايو (ذكرى النكبة).

 

وعمّ الإضراب الشامل، كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت على حدود قطاع غزة.

 

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام حداداً على أرواح شهداء يوم الأرض، واستنكاراً لجريمة الاحتلال الإسرائيلي، باستهداف المواطنين والمسيرات السلمية الشعبية.

 

وشمل الإضراب كافة المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة، وكذلك المصارف، وأغلقت المحال التجارية أبوابها التزامًا بالإضراب الشامل ، كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في كافة محافظات الوطن، كما قررت حكومة الوفاق الوطني تعطيل المدارس والجامعات في مختلف المحافظات.

 

وشهدت مدن الضفة الغربية إضرابا شاملاً ، حداداً على شهداء مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة يوم الجمعة.

 

وامتنعت المحلات التجارية عن فتح أبوابها، وخلت شوارع المدينة إلا من عدد قليل من المركبات المارة، إذ أعلنت نقابة سائقي العمومي عن التزامها بالإضراب، وأُغلقت أبواب مجمع خطوط التاكسي الداخلية.

 

وكانت لجنة التنسيق الفصائلي أعلنت في بيان لها أمس عن إضراب شامل السبت “حدادا على أرواح الشهداء، واستنكاراً لمجزرة الاحتلال وإرهابه، وارتقاء العدد الكبير من الشهداء، بالإضافة لمئات الجرحى في جريمة مبيته تستهدف أبناء شعبنا”.

 

وكانت الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة الكبرى أعلنت انتهاء فعاليات اليوم الأول من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 والشتات للمزيد من الانتفاض والمواجهة في وجه الاحتلال.

 

وقال رئيس اللجنة خالد البطش في مؤتمرٍ صحفي عقد شرق غزة ، أمس، هو يوم الشهداء لمؤازرة ذوي الشهداء ودعم صمودهم، ولزيارة الجرحى.

 

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في أكثر من محور مع فلسطين المحتلة وشارك فيها أبناء الشعب الفلسطيني بمثابة “تشييع لصفقة القرن إلى مثواها الأخير”.

 

وقال عضو اللجنة التنسيقية خضر حبيب: إن ما حدث الجمعة من استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين في المسيرات هو أمر كان متوقعًا، نظرًا لأن هذا طبيعة عدوانية لدى الاحتلال الإسرائيلي لتغذية شهوة القتل لديه تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

وأكد حبيب أن سقوط الشهداء والجرحى لن يثني أبناء الشعب الفلسطيني من مواصلة المطالبة بحقوقهم وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وأنه لم ولن ينسى مدنه وقراه التي هُجر منها عام 48.

 

وأوضح أن المسيرة وفي يومها الأول حققت هدفها بالمشاركة الضخمة من أبناء الشعب الفلسطيني في مشهد مهيب وفي غاية العنفوان، وأرسلت رسالة قوية للمجتمع الدولي بوضع ملف حق العودة على طاولته والعمل بجدية لإعادة اللاجئين إلى ديارهم، وأنه لا بديل ولا تنازل عن هذا الحق، كما وجهت رسالة مرعبة وقوية ومقلقة لـ”إسرائيل” مفادها “بأن هذه الأرض لنا وسنعود إليها رغمًا عنكم”.

 

وتطرق حبيب إلى أشكال المسيرات في الأيام القادمة فقال ” إن خط سير المسيرات في الأيام المقبلة، سيستمر في كافة المخيمات الخمسة على امتداد حدود قطاع غزة مع أراضينا المحتلة عام الـ48، وستأخذ أشكالا متعددة تعبر عن حالة الشعب الفلسطيني وثقافته المقاومة حتى تترسخ هذه الثقافة في كافة أبنائه نساءً وأطفالًا وشبابًا وشيوخًا.

 

وتوقع حبيب أن يواصل الاحتلال عدوانه ظنًا منه أنه سيوقف هذه المسيرة، وهذا ينسجم مع طبيعته العدوانية، لكن هذا لن يوقف المسيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استمرار الحدث بهذه الوتيرة من القتل ليس منطقيًا”، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى استمرار المسيرات إلى حين تحقيق أهدافها المرجوة، ووضع العالم أمام مسئوليته لإرجاع حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الأمم المتحدة بالعودة إلى دياره.

 

وتابع “ستبلغ هذه المسيرات ذروتها في 15 مايو المقبل وهو الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، وسيشهد حدثًا أضخم مما شاهده العالم الجمعة.

 

التعليقات مغلقة.