صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مسيرة العودة تدخل أسبوعها الثاني بـ”جمعة الكوشوك”

يستعد الفلسطينيون لاستكمال جولة جديدة من “مسيرات العودة” الشعبية العارمة اليوم الجمعة في عموم الأراضي المحتلة، والتي دعت إليها القوى والفصائل الوطنية، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة لقمعها بالقوة العسكرية العاتية.

ويتقاطر الشعب الفلسطيني من مختلف المدن والمخيمات في “جمعة الغضب” الثانية، ضمن تظاهرات ومسيرات غاضبة ضد العدوان الإسرائيلي، لتأكيد التمسك بحق العودة، وإسقاط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”، ونقل سفارة بلاده إليها عشية ذكرى “النكبة”، في أيار (مايو) المقبل.

فيما يحشد الشبان لحراكهم النشط عبر التسلح بوسائلهم الدفاعية السلمية، فدخل “الكاوتشوك” بقوة في معركة التصدي للعدوان الإسرائيلي، إذ يعكفون في قطاع غزة على تجميع أكبر عدد ممكن من إطارات المركبات لنصبها عند السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة العام 1948، لتشكل ساترا لهم عن الترسانة الإسرائيلية.

ويعتزم الشبان إحراق الإطارات خلال تظاهرات اليوم حتى يشكل الدخان الكثيف الذي ينبعث منها عائقًا للرؤية أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين أسفر عدوانهم عن استشهاد 19 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1500 جريح، خلال “مسيرات العودة” السلمية التي انطلقت الجمعة الماضية، لإحياء ذكرى “يوم الأرض”.

كما تصطف “المرايا” العاكسة إلى جانب أقرانها “الدفاعية”، إذ يستخدمها المنتفضون كأداة عاكسة لأشعة الشمس على أعين قناصة الاحتلال، لحجب رؤيتهم عن المتظاهرين المستهدفين بعدوانهم، حتى يبتعدون عن فوهة بنادقهم القاتلة.

ويسعى المشاركون في التظاهرات اليوم لاستخدام تلك الوسائل السلمية الجديدة بهدف إرباك جنود الاحتلال، وشل قدرتهم على قنص المتظاهرين.

ويتزامن ذلك مع عديد الأنشطة والفعاليات المتنوعة، إذ ستنطلق مسيرة مركزية للقوى والفصائل الوطنية برام الله، وأخرى مماثلة بنابلس، وستجوب التظاهرات والمسيرات الشعبية العارمة المدن والقرى، بخاصة المحاذية منها للجدار العنصري.

كما ستغلق بعض الطرق الالتفافية التي يطل عليها المستوطنون لعرقلة حركة السير، مع تنظيم الوقفات الاحتجاجية تحت عنوان “ارحلوا عن أرضنا”، في رسالة مباشرة موجهة للاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

وفي وقت سابق أمس هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا وعلى لسان الناطق باسمه بشن هجمات داخل قطاع غزة وذلك للحيلولة دون تواصل المسيرات الأسبوعية.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال رونين مانليس في إيجاز للصحفيين العسكريين مساء أمس إن “الجيش مستعد للرد بقوة إذا ما جرت أعمال استفزازية على السياج الأمني”، على حد قوله.

كما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس سلسلة مشاورات أمنية مع قادة أذرع الأمن للوقوف على آخر الاستعدادات لمواجهة مسيرات العودة في جمعتها الثانية.

وتظهر هذه التصريحات مدى الخشية والقلق الإسرائيلي من هذه المظاهرات السلمية المتواصل، والتي تضع جيش الاحتلال في حالة استنفار.

ويحاول الاحتلال الزعم بأن المظاهرات والفعاليات الجارية قرب السياج الأمني تحمل طابعا عسكريا وأن عناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام تشاركها بشكل عسكري.

وكانت منظمة بيتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان ناشدت الجنود الإسرائيليين رفض الأوامر والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

وقالت المنظمة في بيان لها إنه “من غير القانوني أن يتم إطلاق النار على متظاهرين عزل، ومثل هذا الأمر غير قانوني بالمرة”.

وتُعرِّف صفحة “مسيرة العودة” على فيسبوك، المسيرة بأنها “سلمية شعبية مليونية فلسطينية ستنطلق من غزة والضفة الغربية والقدس والأردن ولبنان وسورية ومصر، وستنطلق باتجاه الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها عام 1948”.

والهدف منها تنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني لأرضه التي طرد منها، تماشيًا مع وتطبيقاً للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها 194.

ودعا القرار بوضوح إلى “وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن، للاجئين الراغبين في العودة إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى بيوتهم، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر”

التعليقات مغلقة.