صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رمضان فرصة لانقاص الوزن والتخلص من السمنة

بترا-اخلاص القاضي

تعمدت رانيا 19 عاما استثمار اختلاف نمط واوقات تناول الوجبات الغذائية خلال الشهر الفضيل، لانقاص وزنها 3 كيلوغرامات مستبعدة السكر والحلويات الرمضانية منها، اضافة الى تقليلها كميات الارز والخبز وغيرها من انواع الاكل الدسم، معلقة انها كسبت صحتها.

غير ان تجربة والدتها الخمسينية ” سهام ” مختلفة، اذ لا تغيير يذكر على وزنها خلال الشهر، مؤكدة ان اغلبية من تعرفهم أو تقابلهم لم يتمكنوا من خسارة اوزانهم أبدا، إما لانهم لا يريدون ذلك أو ان الامر لا يعنيهم، أو هم فعليا غير قادرين على ذلك لاسباب صحية مختلفة، على حد قولها.

ولا تختلف طريقة تناول رنين صالح – 23 عاما – للطعام في رمضان عن بقية اشهر السنة، اذ تجتهد لتحافظ على وزنها دون أن تصاب بالسمنة.

تقول صالح وهي – موظفة قطاع خاص – انها تلحظ خسارتها لقليل من الكيلوغرامات في رمضان رغم عدم اعتمادها على اي حمية تذكر، فهي دائمة الحركة في رمضان لانها موظفة.

أما امجد – سائق تاكسي – فيؤكد انه سعيد جدا بقدرته على انقاص وزنه بشكل لافت، فقد غير من عاداته اليومية وتناوله للاكل بشكل مفرط وبخاصة لانواع معينة من الطعام والشراب .

وضمن خاصية ” مجموعات الواتساب ” المختلفة تتبادل سيدات وفتيات وصفات حمية ” مجربة ” ومشفوعة بصور لنوعيات معينة من الاكل الصحي، بغية انقاص اوزانهن قبيل عيد الفطر السعيد، كما تقول رندة – منشأة احد الجروبات – وتعلق : ابتعت في العام الماضي قفطانا اعجبني رغم صغر مقاسه علي، واعيش خلال الشهر الفضيل تحديا مع الاكل آملة بارتدائه خلال العيد المقبل.

” من المنطقي ان يشكل الشهر الفضيل فرصة لانقاص الوزن، اذ ان ساعات تناول الطعام قليلة مقارنة ببقية أيام السنة، كما ان تحديد النوعية والكمية هو الوصفة السحرية لاي حمية “، وفق ما تقوله اخصائية التغذية فرح محارمة.

وبينت أن الاصل في الحمية الغذائية الرمضانية هو التوازن وانتقاء نوعية الاكل وتوزيع الوجبتين الاساسيتين بين الفطور والسحور، على ان لا نستغل الوقت ما بينهما في الاكل المفرط والاقبال على الحلويات والعصائر الصناعية المحلاة عندها لن يكون الشهر مناسبة لانقاص الوزن بل على العكس زيادة واضحة فيه وامراض سمنة.

وتنصح محارمة الصائمين خاصة ممن يرغبون بانقاص اوزانهم باتباع نظام غذائي مدروس قائم على أسس تغذوية سليمة كالتركيز على الخضار والفواكه وشرب المياه وممارسة رياضة المشي وتناول النشويات باعتدال خاصة في وقت السحور، فهي كفيلة بتزويد الجسم بالطاقة مانعة حدوث هبوط في مستوى السكر بالدم اثناء النهار.

وتدعو محارمة للبعد عن العادات الغذائية السيئة في رمضان مثل الغاء البعض للنشويات تماما والغاء وجبة السحور، كما تحذر من ممارسة الرياضة الثقيلة قبل الافطار، ومن شرب الماء دفعة واحدة وبكميات كبيرة على السحور الامر الذي قد يؤثر على وظائف الكلى.

وتذكر محارمة ان الارادة هي اساس اي حمية، وان 70 بالمئة ممن يراجعون المركز الذي تعمل به يحققون اهدافهم في انقاص الوزن لانهم حقيقة لا ” يغشون ” برامج الحمية لديهم مطلقا، كما تحذر الصائمات من ارتداء ” مشدات التنحيف ” حيث لا فائدة تذكر منها، بل قد تتسبب بفقدان السوائل وبالتالي ازدياد حالة العطش لديهن اثناء ساعات الصيام.

ويؤكد رئيس جمعية جراحة السمنة الاردنية الدكتور سامي سالم ان رمضان فرصة لانقاص الوزن، وذلك بالاعتماد على عوامل، منها تقليل كميات الاكل والتركيز على نوعيات الاغذية الصحية الخالية من الدسم والدهون، والاكثار من شرب المياه، اضافة الى اهم عامل وهو الحركة المتمثلة بالمشي وممارسة الرياضة.

وينصح بضرورة الاكل ببطء والمضغ جيدا ما يسهم بالشعور بالشبع قبل امتلاء المعدة، والعكس صحيح فإن الامتلاء السريع بها يؤدي الى التخمة وامراض المعدة وتعبها.

واشار الى ان محاربة السمنة بشكل عام ضروري طيلة ايام السنة وليس فقط لانقاص الوزن خلال الشهر الفضيل، بمعنى تحويل النمط الغذائي السليم الى طريقة حياة مستدامة.

ولفت الى ان الجمعية التي يرأسها تعنى بمحاربة السمنة وتعزيز علاجها وجراحتها والتوعية الصحية من آثارها ومضاعفاتها لا سيما ان البدانة اصبحت داء العصر الملحق بمخاطر صحية خطيرة قد تنشأ عنها امراض مختلفة منها الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والدهنيات وكذلك زيادة احتمالية ظهور الإمراض السرطانية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، بلغت نسبة السمنة في الاردن وفقا لاحصائية حديثة بلغت 3ر34 بالمئة، وهي أكثر شيوعا لدى النساء منها لدى الرجال، وترتبط بعوامل منها أسلوب الحياة المفضي إلى زيادة الوزن، والتدخين.

التعليقات مغلقة.