مخرجات قمة مكة . . هل ترقى إلى مستوى الطموح ؟
دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيزفي مطلع هذا الشهر، إلى قمة طارئة حضرها رؤساء الدول الأربعة : السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت، بغرض مناقشة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة الأردنية وسبل دعمها لتجاوز تلك الأزمة.
رافقت هذه الدعوة ضجة إعلامية كبيرة، وتفاءل الأردنيون والمراقبون خيرا بهذه الدعوة الأخوية من قبل خادم الحرمين الشريفين. وانعقدت القمة يوم الأحد 10 / 6 / 2018 بجوار الأماكن المقدسة في مكة، وصدر عنها البيان التالي وأقتبس :
” انطلاقا من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربعة، واستشعارا للمبادئ والقيم العربية والإسلامية، فقد تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكي، تتمثل فيما يلي :
عندما اطّلعنا على قيمة هذه المساعدة الإجمالية، التي قررتهاالقمة في اجتماعها، أصبنا بالإحباط والصدمة لضآلة قيمتها.وفي ظل عدم ورود تفصيلات دقيقة عن كيفية توزيعها، فإنني سأتحدث هنا بلغة مواطن وليس بلغة خبير اقتصادي، وأفسرهاكالتالي :
إذا كان هذا الكلام صحيحا ويطابق الواقع، فأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى هذه المساعدة، وعلينا أن نرد البضاعة إلى أصحابها. فنحن لا نستجدي المساعدات، ولا نبيع كرامتنا بالمال، ولا ننفذ أجندات مشبوهة، بل نحن نقف سدا منيعا نحمي حدود جوارنا العربي، ونمنع الإرهابيين من اختراقها، ونحجب تجار المخدراتمن التسلل إليهم وتخريب مجتمعهم، ونحافظ على علاقات الود وحسن الجوار بيننا وبينهم.
والتساؤلات التي تطرح نفسها الآن هي : لماذا دفعت هذه الدول مؤخرا 50 مليار دولار مساعدة لمصر، التي تقع في قارة أخري ولا تجاور حدودهم، بينما تقدم مساعداتها للأردن ( بالقطارة ) ؟ لماذا دفعت نفس تلك الدول 460 مليار لأمريكا، وتبعتها ب 200 مليار من السعودية و200 مليار أخرى من الإمارات العربية المتحدة، ولا يُدفع للأردن خمس هذه المبالغ على الأقل، مقابل حماية حدودهم وانطلاقا من الروابط الأخوية التي يدعوها ؟
إذا اقتُصرت المساعدة على هذا المبلغ وبمعدل 300 مليون دولار سنويا، فنحن كفيلون بتدبيره من مصادرنا دون مساعدة من أحد، والسبيل إلى ذلك كالآتي :
بهذه الأساليب التي يمكن تطويرها للأفضل، يمكننا الاعتماد على أنفسنا، وعدم انتظار المساعدات من الغير، سواء كانت تحت املاءات وشروط من الدول المانحة، أو تحت مظلة الروابط الأخوية والقيم العربية والإسلامية، تكون نتيجتها تقديم شرهات هزيلة، لا ترقى إلى مستوى الطموح الذي نأمله.
التعليقات مغلقة.