صحيفة الكترونية اردنية شاملة

النقد بين البناء والتجريح

صدور الرجال صناديق مقفلة ولا يعلم النوايا وخائنه الأعين وما تخفي الصدور إلا الله سبحانه وتعالى
نكتب في الوقت الصعب الذي أصبحت فيه الكلمه والفكرة تأخذ طريقها لأكثر من معنى وتشير لأكثر من دلالة ومن هنا أصبح الكلم يحرف عن موضعه ويتهم صاحب كلمه هو قائلها بأكثر مما فيها فتلوكه الألسن وتتقاذفه الأقاويل ويجري استجرار لكل هفواته وزلات لسانه وإظهار تناقضه بجلب كل كلمه قالها بمواقف سابقة وربطها بواقع الأحداث الحالية بأسلوب ربط مدروس لإظهار ذات الشخصية أو تلك بأحداث لا تخدم واقع الحال بشئ
ولهذا امتدت صورة التشويه والتشكيك لتشمل رموز وطنية بغض النظر عن مواقعها ومواقفها الوطنية أو الرسمية أو الشعبية فلم يعد الشريف بكل سيرته الطويلة شريفا ولم يعد صاحب المواقف المشرفة وطنيا وأصبح هناك تدمير ممنهج أدى إلى أنكفاء على الذات وأصبح كل من يتصدر مشهدا خائفا وجلا من أن تطاله سهام الغدر والسيوف المسمومه ألتي أستجلبت تاريخ الغدر من غابر التاريخ المظلم الذي يمتد بجذوره لأبن أدم قابيل الذي قتل أخيه ظلما وجورا ولم يدله على درأه سؤه أخيه سوى صاحب النعيق
هذه صفحه من تاريخ حياه يوميه يجب أن تطوى بكل ما فيها لا بل يجب أن تووأد من خلال استراتيجية واضحة وفعالة تضمن عدم خروجها من تحت التراب
في هذا المجال لا أدعي أنني قادر على وضع استراتيجية الخلاص فهي بحاجه لجهود دوله ومؤسسات مجتمع مدني ووضع مدونة سلوك ووثائق شرف وبيعه مصالحه مع الذات تتجاوز كل مثيري الأحقاد وألاضغان ألتي لحقت بالنفوس جراء ما ينشر ويوزع دون مراعاه لحق أو ضمير بأهداف شيطانية هدفها الأول والأخير ألنيل من هذا المجتمع وتدميره والسير به نحو المجهول.
أما عن النقد البناء الذي يفصله عن التجريح شعره معاوية.فالإنسان عندما يريد أن يقيم ويقوم ذاته يشرع فيما يعرف بنقد الذات فيلوم نفسه على موقف أو كلمه أو مسيره ويبدأ في تصحيح أعوجاج نفسه وبهذا المقام لا يستطيع يخدع نفسه ألتي يقدم لها جل خبرته ليعدل مسيرته بما يرضي نفسه ويجعل لها القبول لدى أهل الأرض والسماء
لكن عندما ينبري للنقد البناء لمن حوله ولمجتمعه هناك عوامل كثيرة تؤهله للقيام بهذا الدور ليس أقلها ترفعه عن كل المنافع المادية والمعنوية الضرورية والشهاده له بالابتعاد عن مواطن الشبهات وأن يكون مشهودا له بنظافه اليد واللسان وبكل مآثر الشهامه التي يجب أن تتوفر في الإنسان من ذكر أو أنثى وهنا نستحضر قول الشاعر
لا تنهى عن آمر وتأتي بمثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
من هنا.هذا الباب لا يلجه إلا من كان أهلا له وأهل الجود وطيب الخصال كثر وهم القادرون على تقديم خبراتهم وعلمهم وسعه أطلاعهم ولديهم القدره وألهمه لأخذ ريادة العمل وتقديم النصح والإرشاد والنقد البناء الذي يبين للناس فيما أستعصى عليهم وبما يخدمهم وينور طريقهم بمختصر سبلها.
على الرغم من ذلك بما يضع بعض العراقيل والصعوبات بهذه الظروف الدقيقة نجد ان النقد البناء يمكن أن تأخذه عناصر حاقدة ذات أجندات ملوثة لتسير به وتضعه في حمم ظلالهم مستندين على مقتطفات منه من هنا وهناك ليصب أخيرا في نهر أحقادهم الظاهرة للعيان.
أصوات يخرج منها حمم تريد أن تحرق الأخضر واليابس.من هنا نجد أن السكوت أحيانا منجاه لكنه ذل وتخاذل عن إداء رساله ساميه لا بد من القيام بها تجاه الله والعرف والناس وتجاه هذا الوطن الغالي علينا جميعا ولهذا نتألم لمن يدعونا للوقوف مع الوطن دون أن يقراء سطورنا وما بينها ألتي تقول وتنادي دوما ألله.الوطن.القائد فنحن بدون هذه الثوابت لا نساوي شيئا نعم لا نساوي شيئا.
عماد المدادحه

التعليقات مغلقة.