صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الصفدي: العلاقات الأردنية التونسية تاريخية

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية الجمهورية التونسية الشقيقة خميس الجهيناوي أمس، أن البلدين الشقيقين ماضيان في تطوير علاقاتهما التاريخية وتعزيزها تعاونا دفاعيا واقتصاديا وتجاريا أوسع وتنسيقا أكثر إزاء الفضائية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال الوزيران في تصريحات صحافية بعد لقائهما في تونس إنهما اتفقا على زيادة وتيرة اللقاءات واتخاذ جميع الخطوات اللازمة للارتقاء بالعلاقات الى المستويات التي تعكس علاقات الأخوة التاريخية بينهما والتي يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي على تعزيزها في جميع المجالات .
ودان الصفدي في تصريحاته التصعيد الاسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة واقتحاماتها للمؤسسات الوطنية الفلسطينية والبلدات الفلسطينية والتحريض ضد فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خرقا للقانون الدولي وحذر من تبعات هذا التصعيد على أمن واستقرار المنطقة.
وطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.
وقال إن استمرار الاحتلال هو الخطر الأكبر على أمن المنطقة واستقرارها.
وشدد على أن حل الدولتين الذي يلبي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان وزير الخارجية ونظيره التونسي ترأسا اعمال الدورة الثانية للجنة التشاور السياسي التي اعتمدها البلدان سبيلا مؤوسساتيا لبحث آليات تطوير التعاون الثنائي والتنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ووقع الوزيران مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية تمأسس اجتماعات دورية لبحث توسعة التعاون وتبادل الآراء والتنسيق إزاء القضايا المشتركة.
وتناولت المباحثات خلال الاجتماع خطوات إيجاد آفاق أوسع للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والاتفاقيات التي يجب توقيعها لاستكمال بناء الأطر القانونية اللازمة لتحقيق ذلك.
واذ لفت الوزيران إلى أن حجم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري لم يصل إلى المستويات التي تعكس متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين أكدا أن هناك إرادة مشتركة وفرصا حقيقية لزيادته، خصوصا أن المملكة وتونس تجمعهما اتفاقية منطقة تجارة حرة وعضوان مع المغرب وفلسطين ولبنان في اتفاقية أغادير التي تتيح تبادلا تجاريا عربيا متوسطيا حرا.
وأشارا إلى أهمية إزالة جميع العوائق أمام تقوية روابط التعاون بين القطاع الخاص في البلدين ودعم مجلس الأعمال الأردني التونسي المشترك الذي تأسس في العام ٢٠١٦ وتشجيع إقامة المعارض الصناعية والتجارية بما ينمي التعاون والتبادلات التجارية والاستثمارية في قطاعات حيوية مثل الزراعة والأدوية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والنقل.
وأكد الصفدي والجهيناوي أهمية نتائج الدورة التاسعة للجنة العليا الاردنية التونسية والتي انعقدت في تونس العام الماضي، وأهمية انعقاد الدورة القادمة في عمان العام ٢٠٢٠ للبناء على ما أنجز وتقييم التقدم في تطوير العلاقات الاقتصادية.
وأستعرض الوزيران التحضيرات لأعمال القمة العربية القادمة والتي ستستضيفها تونس في شهر آذار من العام القادم. وأكد الصفدي استعداد الاْردن لتقديم كل الدعم والمساندة للشقيقة تونس في التحضير لأعمال القمة .
وأكد ثقة المملكة بأن تونس صاحبة التاريخ الكبير في تعزيز العمل العربي المشترك ستكون قادرة على تنظيم قمة ناجحة تسهم في تعزيز العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم العربي.
وأكد الوزيران ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المشتركة وحل الأزمات الإقليمية بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويخدم القضايا والمصالح العربية.
وبحثا التطورات المرتبطة بالقضية الفلسيطينة التي أكد الوزيران أنها القضية العربية المركزية وجهود إنهاء الاحتلال وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن حق الفلسطينين في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
ووضع الصفدي نظيره التونسي في صورة الجهود التي يقوم بها الأردن لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس التي يؤكد الوصي على مقدساتها جلالة الملك عبدالله الثاني أنها مفتاح السلام الشامل ويكرس كل إمكانات المملكة لحماية مقدساتها وللحفاظ على هويتها العربية الاسلامية والمسيحية.
واكد الجهيناوي أهمية الدور الكبير الذي تقوم به المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفِي إسناد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بالحرية والدولة. وأشاد الوزير التونسي بالمكانة العالية للأردن في المنطقة والعالم.
وأكد الصفدي والجهيناوي ضرورة بذل جهد عربي ودولي أكبر للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها.
وبحث الوزيران التطورات في جهود حل الأزمة الليبية وشددا على ضرورة إيجاد حل سياسي لها. وثمن الصفدي مبادرة الرئيس التونسي وتعاون تونس مع دول الجوار من أجل تحقيق هذا الحل.
وأشاد الصفدي بسياسات تونس ونهجها المكرسين للاستقرار والأمن والتعاون في محيطها والمنطقة بشكل عام ولفت إلى أهمية النموذج الديمقراطي الذي تقدمه تونس عبر عملية التحول الديمقراطي التي كرستها.
وأكد الوزيران أن الأردن وتونس حريصان على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني ويقفان معا في الحرب على الإرهاب عدوا مشتركا لا بد من تكاتف جميع الجهود عربيا ودوليا لهزيمته عسكريا وأمنيا وتعرية ظلاميته التي لا تنتمي إلى حضارة أو دين وتتناقض بالمطلق مع قيم السلام واحترام الآخر التي يمثلها الدين الاسلامي الحنيف.
وأكد وزير الخارجية التونسي تثمينه لدور المملكة في تعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات التي تواجهها الأمة وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وأشاد بدور الأردن الإنساني في استضافة مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري وتلبية احتياجاتهم وضمان العيش الكريم لهم.
واتفق الوزيران على استمرار التواصل لترجمة علاقات الأخوة الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين تعاونا أوسع في جميع المجالات وبما ينعكس إيجابا على البلدين ويخدم المصالح العربية المشتركة.
وأدان الصفدي التصعيد الاسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة واقتحاماتها للمؤسسات الوطنية الفلسطينية والبلدات الفلسطينية والتحريض ضد فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خرقا للقانون الدولي وحذر من تبعات هذا التصعيد على أمن واستقرار المنطقة.
وبين في مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء امس الخميس مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي أنه تم بحث القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى وطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية
.

وأكد أنه يزور تونس حاملا تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني حرصه على تطوير العلاقات مع تونس كما أكد أن الأردن كان وسيبقى داعما لتونس والتحول الديمقراطي الذي يعد نموذجا “نعتز به جميعا”.

وأضاف أن الأردن وتونس يسيران نحو مستقبل يبشر بمزيد التعاون وأن العلاقات الثنائية تسير بشكل ثابت وواضح كما يلتقيان على العديد من الأهداف المشتركة في مقدمتها تحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ حقوق الإنسان والحرية والكرامة والتعددية.

وأفاد أنه بحث مع نظيره التونسي تعزيز التعاون الدفاعي والأمني ومجابهة الإرهاب مؤكدا الاستمرار في محاربة من يسميهم جلالة الملك ب”خوارج العصر” نصرة لقيم الإنسانية والحضارة.

وأكد الصفدي الرغبة في مزيد تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيعها مذكرا بعديد الاتفاقات الموقعة بين البلدين سيما في ما يتعلق بالقطاع الخاص مشيرا إلى أن تونس تشكل بوابة للاردن باتجاه افريقيا كما تشكل الأردن بوابة لتونس باتجاه الخليج والشرق.

وبخصوص الأوضاع التي تعيشها عدد من الدول العربية الأخرى على غرار سوريا واليمن شدد الصفدي على ضرورة أن يكون هناك دور عربي أكثر فاعلية لحل مختلف الأزمات .

وقال أن تونس التي كانت دوما تسعى لتحقيق العمل العربي المشترك ستؤمن كل الظروف لانجاح القمة العربية ال30 .

من ناحيته ابرز وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي متانة العلاقات التاريخية التي تربط تونس بالأردن وما يميز العلاقات السياسية من تقارب في المواقف وتطابق في وجهات النظر سيما منذ زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي إلى الأردن في 2014 ، مؤكدا أن جلالة الملك سيكون ضيفا مبجلا خلال القمة ال30 التي ستحتضنها تونس والتي تم بحث الاستعدادات لها خلال زيارة الصفدي ضمن المشاورات السياسية للقمة.

وافاد الجهيناوي بأنه تم بحث التعاون الأمني سيما وأن البلدين يواجهان نفس التحيات مشددا من جهة أخرى على رغبة بلاده في تعزيز التعاون الثنائي وتكثيفه في كافة المجلات والانتفاع من مختلف الأطر والفضاءات المشتركة التي يتمتع بها الطرفان.

وبين الجهيناوي تطابق وجهات النظر في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والدفع بدعمها في الاتجاه الصحيح . كما أكد تطابق وجهات النظر في ما يتعلق بباقي القضايا العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والتعجيل بالحل السلمي حتى تستعيد هذه الدول وشعوبها عافيتها ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.

وكان الصفدي حل اليوم بتونس في زيارة تستغرق يومين عقد خلالها جلسة عمل مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي كما وقعا بحضور وفدي البلدي على مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية .

التعليقات مغلقة.