صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العدالة والفساد

تنظر المؤسسة الرسمية الى مصطلح الفساد كلاسكياً باعتباره انه يرتبط بعملية اختلاس واضحة، أو تسهيل لصفقة ما، أو رشوة هنا أو عطاء غير مكتمل المعايير هناك وهذا صحيح من حيث المبدأ

أصبح مصطلح الفساد هو المصطلح الأكثر شيوعيا في الحياة اليومية الأردنية، فلا ينقضي يوم إلا ونسمع هذا المصطلح يتردد في كافة الأوساط سواء الرسمية أو الشعبية، وأخذ هذا المصطلح ينمو يوماً بعد يوم ليحتل الصدارة في سلم النقاش السياسي على مستوى الوطن، غير أن الملفت للنظر أن هذا المصطلح ما زال مصطلحاَ فضفاضاً غير محدد التعريف مما يشكل حالة خلاف دائم ما بين وجهة النظر الرسمية ووجهة النظر الشعبية.

تنظر المؤسسة الرسمية الى مصطلح الفساد كلاسكياً باعتباره انه يرتبط بعملية اختلاس واضحة، أو تسهيل لصفقة ما، أو رشوة هنا أو عطاء غير مكتمل المعايير هناك وهذا صحيح من حيث المبدأ، إلا أنه هنالك وجهٌ اخرى لهذا المصطلح يتمثل بوجهة النظر الشعبية التي تعتبرحجم الفروقات الاجتماعية وغياب التنمية بالاضافة الى ظاهرتي الفقر والبطالة مظهراًواضحاً لفساد النخب الساسية والرأسمالية.الغالبية العظمى من الشعب ترى في الفجوة الكبيرة في الدخول وغياب الرعاية الصحية في الوقت الذي يستطيع فيه البعض العلاج بأفضل مستشفيات العالم مظهراً من مظاهرالفساد، والمثال الاخر التوضيحي فيتجسد بحالة طلاب القرى والمخيمات والبادية وأطراف المدن الذين لا يستطيعون تلقي تعليم جيد في الوقت الذي يدرس فيه أبناء الأغنياء في أفضل المدارس فتتولد حالة بالشعور بالغبن مردها طبيعياً الى فساد من نوعٍ ما….الخ.

قد يشكل هذا المدخل فهماَ أكثر عمقاَ لتحديد جوهر المصطلح وطريقة تمظهره الشعبي، لذلك فلا عجب إذا قلنا أن هذا المصطلح يأخذ تفسيرات مختلفة من مجتمع إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، فحجم حضوره في الرأي العام يدلل على طبيعة فهمه وفشل تعاطي المؤسسة الرسمية معه.

في الوقت ذاته لم تلتقط السلطة هذه الإشارة، وما الحديث المكرر والممجوج القائل من لديه ملف فساد ليذهب الى القضاء لا يقود الوعي الجمعي الا باتجاه اننا نحن كشعب لا نثق بادواتكم و نرى بكل ما يحصل بخصوص فقدان العدالة انه جوهر الفساد.

قد تكون الرسالة اليوم أن المجتمع والطبقة الفقيرة منه بالذات لم تعد تقبل بغياب العدالة، و هذا المبدأ يحتل يوماَ بعد يوم مساحة كبيرة في فهم الشعوب لحقوقها كما يشكل البوصلة التي تحرك الشعوب نحو تحقيق أهدافها.

إنه الواقع الديناميكي المتطور كل يوم، والذي ينتج عنه جملة تغييرات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية وسياسية، يحتم أن نعترف بأن العدالة أصبحت مطلباً لن يتنازل عنه البشر بعد اليوم،وما الشعار الذي نرى انه ينتشر (الأزمة لكم والشارع لنا)الا تعبير عن الوعي الجمعي الرافض لطريقة العلاج التقليدية من قبل الأدوات الرسمية.‎

التعليقات مغلقة.