صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الكوميديا السورية: محاولات نسائية لانتزاع المشهد من الرجال

حاولت الدراما السورية خلال الأعوام الأخيرة، والتي تأزمت فيها الأحداث، أن تثابر على تقديم وجوهٍ جديدة على الدوام، في محاولة لضخ دماء جديدة تنعشها. ومن خلال الأسماء التي برزت في الأعوام الماضية، يبدو واضحاً أن معظم الممثلين الجدد يحاولون قدر الإمكان أن يقدموا أنفسهم بتجاربهم الأولى بصورة رزينة. فلم يتمكَّن الممثلون الجدد من فرض أنفسهم على الساحة الكوميدية السورية، الأمر الذي جعل عدد نجوم الكوميدياالسورية محدوداً اليوم، ومقتصراً على أسماءٍ اشتهرت قبل الثورة السورية.

وبالإضافة لهذه المشكلة، فإن الكوميديا السورية يغلب عليها الطابع الذكوري. وغالباً ما يتم تسليط الضوء على النجوم الرجال في الأعمال الكوميدية السورية. ويقتصر حضور المرأة في معظم الأحيان على شخصيات ثانوية ومهمشة. وهذه العوامل معاً تضافرت لتقلص عدد ممثلات الكوميديا النساء في سورية. فضمن قائمة نجوم الصف الأول في الكوميديا السورية، لا نجد اليوم سوى ثلاثة أسماء نسائية، وهنّ: سامية الجزائري وأمل عرفة وشكران مرتجى، اللواتي لم يتوقَّفن عن تقديم أعمال كوميدية، وسط بيئة درامية ذكورية، تهمّش دور النساء فعلياً.

ورغم أن أزمة الممثلات السوريات المختصات بالأعمال الكوميدية تبدو اليوم واضحة وضوحاً جلياً، ولا سيما أن أصغر نجمات الكوميديا الثلاث، وصلت إلى مشارف الخمسين من العمر، إلا أن مشكلة العنصر النسائي في الكوميديا السورية لا تعتبر أمراً جديداً، بل هي مشكلة رافقت الدراما السورية عبر تاريخها. إذْ إنّ الممثلات السوريات كافحن في العقود الماضية، ليتركن بصمة واضحة في الكوميديا السورية، والتي بقيت لفترة طويلة حكراً على الرجال. فعندما بدأت الدراما السورية في الستينيات، كانت الكوميديا حكراً على الرجال، إذْ كان الرجال يتنكرون بملابس النساء، ويقدمون أنماطاً كوميدية نسائية. ومن بين الممثلين الذين اشتهروا بتقديم الشخصيات النسائية: أنور البابا، والذي اشتهر بتنكّره بالزي النسائي، وتقديمه شخصية “أم كامل” التي حققت له شهرة واسعة. العربي الجديد

التعليقات مغلقة.