صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الملك: لا أمن ولا استقرار بالمنطقة من دون حل عادل  للقضية الفلسطينية

قال جلالة الملك عبدالله الثاني، الیوم ان القضیة الفلسطینیة كانت وستـبقى الھم الأول الذي یشغل الوجدان العربي، مؤكدا ان التعاطي معھا لابد أن یكون ضمن ثوابتنا العربیة، فالقضیة الفلسطینیة یجب أن تبقى القضیة العربیة المركزیة والأولى، ولا أمن ولا استقرار ولا ازدھار في المنطقة دون حل عادل ودائم للقضیة الفلسطینیة یلبي طموحات الشعب الفلسطیني في إقامة دولتھ المستقلة على خطوط الرابع من حزیران عام 1967 وعاصمتھا القدس الشرقیة استنادا إلى حل الدولتین ومبادرة السلام العربیة وقرارات الشرعیة الدولیة.

واكد خلال خطابه في الجلسة الافتتاحیة لاجتماع مجلس جامعة الدول العربیة على مستوى القمة، المنعقد في تونس، ان القدس الشریف وما تتعرض لھ المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فیھا من انتھاكات ، ھدفھا تغییر تاریخ وھویة المدینة.

كما اكد جلالته انطلاقا من الوصایة الھاشمیة على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فیھا، على أن الأردن مستمـر بـدوره التاریخي في حمایتھا والدفاع عنھا.

واعاد جلالته التاكید على أھمیة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثـة وتـشغیل اللاجئین الفلسطینـیین (أونروا) حتى تواصل تقدیـم خدماتھا الأساسیة للملایین من اللاجئین الفلسطینین في المنطقة.

وفیما یلي نص كلمة جلالة الملك خلال الجلسة الافتتاحیة لاجتماع مجلس جامعة الدول العربیة على مستوى القمة:

بسم الله الرحمن الرحیم

والصلاة والسلام على سیدنا محمد النبي العربي الھاشمي الأمین،

أخي فخامة الرئیس الباجي قاید السبسي،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

معالي الأمین العام لجامعة الدول العربیة،

أصحاب الـمعالي والسعادة،

السلام علیكم ورحمة الله وبركاتھ وبعد،فیسرني في البدایة أن أعرب لأخي فخامة الرئیس الباجي قاید السبسي وللجمھوریة التونسیةالشقیقة عن عمیق الشكر والتقدیر على كرم الضیافة وحسن الاستقبال والتنظیم. وأن أتقدم بالشكر أیضا إلى أخي خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبد العزیز والـمملكة العربیة السعودیة الشقیقة على جھودھم الكبیرة في تحمل مسؤولیة الدورة السابقة.

وأشكـر أیضا معالي الأخ أحمد أبو الغیط الأمین العام لجامعة الدول العربیة وكوادرھا على ما بذلوه من جھود خدمة للعمل العربي الـمشترك ومتابعة قرارات وتوصیات القمم السابقة.

الإخوة،الحضور الكرام،

نلتقي الیوم وكثیر من الصعاب والتحدیات التي تعاني منھا شعوبنا تستدعي منا أن نكون عندمستوى طموحات شعوبنا التي تنتظر منا قرارات تحقق آمالھم وتؤكد على وحدة مصیـرنالاومستقبلنا الـمشترك، فشعوبنا، وخاصة الشباب الذین یشكلون الغالبیة منھا، یستحقون منا العمل من أجل غد أفضل.

لقد شغلتنا، وللأسف، تحدیات وطنیة داخلیة عن الھم العربي لأمتنا الواحدة، وھذا یستدعي الانـتقال من مرحلة مواجھة التحدیات كل على حدة إلى التطبیق الحقیقي لمفھوم العمل العربي المشترك، وقد آن الأوان لنستـعیـد بوصلتنا ونقود مجتمعاتنا نحو الأمن والازدھار.

إن تحدیاتـنا وإن اختلفت فإن مصیـرنا واحد، ولابـد ھـنا من الاتفاق على أن أولویاتنا كأمة واحدة ذات ھم مشترك وتحدیات واحدة ھي :

أولا: القضیة الفلسطینیة كانت وستـبقى الھم الأول الذي یشغل الوجدان العربي، ونؤكد ھنا أن الأساس في التعاطي معھا لابد أن یكون ضمن ثوابتنا العربیة، فالقضیة الفلسطینیة یجب أن تبقى القضیة العربیة المركزیة والأولى، ولا أمن ولا استقرار ولا ازدھار في المنطقة دون حل عادل ودائم للقضیة الفلسطینیة یلبي طموحات الشعب الفلسطیني في إقامة دولتھ المستقلة على خطوط الرابع من حزیران عام 1967 وعاصمتھا القدس الشرقیة استنادا إلى حل الدولتین ومبادرة السلام العربیة وقرارات الشرعیة الدولیة.

أما القدس الشریف وما تتعرض لھ المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فیھا من انتھاكات ھدفھا تغییر تاریخ وھویة المدینة، وانطلاقا من وصایـتـنا الھاشمیة على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة فیھا، فإنني أؤكد على أن الأردن مستمـر بـدوره التاریخي في حمایتھا والدفاع عنھا.

ونؤكد من على ھذا المنبر أیضا على أھمیة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثـة وتـشغیل اللاجئین الفلسطینـیین (أونروا) حتى تواصل تقدیـم خدماتھا الأساسیة للملایین من اللاجئین الفلسطینین في المنطقة.

ثانیا: لابد من التأكید على أھمیة التطورات الإیجابیة في العراق الشقیق حیث نجاح العملیة السیاسیة وتشكیل الحكومة، ونـتطلع في الأردن إلى العمل الوثیـق مع الأشقاء في العراق لترجمة العلاقات الثنائیة المتمیزة وتحویـلھا إلى فرص وبرامج على أرض الواقع وذلك انطلاقا من واجب دعم الأشقاء في العراق للحفاظ على ما حققوه من انتصارات ضد الإرھاب واستكمال مسیرة البناء لیـستعیـد العراق دوره الھام في العالم العربي.

ثالثا : أما الشقیقة سوریا، فقد أكدنا منذ بدایة الأزمة موقفنا الثابت بأن لا بدیل عن حل سیاسي یحفظ وحدة سوریا أرضا وشعبا ویضمن عودة آمنة وطوعیة للاجئین إلى وطنھم.

وقد احتضن الأردنیون، نیابة عن المجتمع الدولي والمنطقة، الأشقاء السوریین وشاركوھم لقمة العیش وسنـستمر بذلك حتى یعودوا إلى وطنھم سالمین آمنین، ونؤكد ھنا على أن مسانـدة الدول المستضیفة للأشقاء اللاجئین وتمكینھا من الاستمرار بھذا الواجب ھو مسؤولیة مشتركة.

أما بالنسبة إلى الجولان السوري المحتل، فقد كان موقفنا وسیبقى أن الجولان ھي أرض سوریة محتلة وفقا لكل قرارات الشرعیة الدولیة.

الإخوة، الحضور الكرام،

لقد عانت جمیع مجتمعاتنا العربیة ومازالت من آفـة الإرھاب، حیث یسعى خوارج ھذا العصر إلى تدمیر نسیجنا الاجتماعي وتشویھ ھویـتـنا العربیة الإسلامیة الأصیلة وإرثـنا القائـم على الرحمـة والتسامح وحرمة الروح الإنسانیة.

ورغم ھزیمة داعش في العراق وسوریا، إلا أن خطره لم یـنتھي بعد، ولا بد من منع عودة ھذا الفكر الظلامي بالعمل وفق منھج شمولي على المسارات الأمنیة والفكریة والتنمویة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، الحضور الكرام،

لقد أثبتت التجارب خلال السنوات الماضیة بأن تحدیاتنا العربیة عابـرة للحدود، ولیس بإمكان أي دولة منفردة أن تدافع عن مصالحھا وتواجھ الأطماع والتدخلات الخارجیة وتنعم بـازدھارھا دون عمقھا العربي، وأملنا كبیر أن تمثل ھذه القمة نقطة تحول إیجابیة للخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تجابھ التحدیات التي تواجھنا وتسـتـثمر الفرص أمامنا، فالتحدي المشترك لا یمكن مواجھتـه إلا بإرادة مشتركة.

والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته

التعليقات مغلقة.