صحيفة الكترونية اردنية شاملة

نتنياهو يشرع بعملية عسكرية ضد غزة لأغراض سياسية

يحيى مطالقة – بترا 

يأتي العدوان الذي شرعت به إسرائيل صباح اليوم الثلاثاء على قطاع غزة، الذي بدأ باغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا،في توقيت حساس ومتوتر للغاية من الناحية السياسية أيضاً.
فقد بقي ثمانية أيام فقط لانتهاء الفترة الزمنية لتكليف رئيس تحالف “أزرق- أبيض” بيني غانتس لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، في الوقت الذي دخلت فيه إسرائيل حالة صمت تام. ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي في غزة، بهاء أبو العطا، ومحاولة اغتيال إسرائيل لللقيادي في حركة الجهاد الاسلامي اكرم العجوري في سوريا، وصواريخ غزة التي استهدفت البلدات الإسرائيلية في محيط غزة، ووصولها إلى عمق مدينة تل أبيب، نحت بالعملية السياسية جانباً، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيتم إسقاط المشاورات الائتلافية إلى مستوى منخفض، أو أن تجري في محادثات غير رسمية ومن خلف الكواليس على الأكثر.
وأضافت الصحيفة أن بيني غانتس وشركاؤه الرئيسيين في تحالف “أزرق- أبيض”، موشيه يعالون وغابي أشكنازي عبروا عن دعمهم الكامل لقرار إسرائيل القضاء على حركة الجهاد الإسلامي، وفي هذا الصدد فإن حزب غانتس متحالف تماماً مع المستويات السياسية والأمنية التي قررت التحرك.
وأكد غانتس أن هذا العمل لن يكون له أي تأثير على العمليات السياسية الجارية. وأضاف أنه تم تنسيقه مسبقاً، وهو قرار عملياتي وسياسي.
وكتب غانتس في وقت سابق على تويتر: ان “المعركة ضد الإرهاب مستمرة وتتطلب لحظات من اتخاذ القرارات الصعبة. اتخذت القيادة السياسية وقوات الدفاع الإسرائيلية القرار الصحيح الليلة من أجل أمن المواطنين الإسرائيليين وسكان الجنوب. وسوف يدعم (أزرق- أبيض) أي نشاط مناسب لأمن إسرائيل، وسوف يضع أمن السكان فوق السياسة “.
وكان من المتوقع أن يجتمع غانتس مع رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان اليوم الثلاثاء، من أجل الحديث حول تشكيل حكومة الوحدة، لكن في أعقاب الوضع الأمني أعلن الحزبان أن اللقاء سوف يتأجل ليوم غد الأربعاء.
من جهته، انتقد رئيس تحالف حزبي “العمل- غيشر” عامير بيرتس، توقيت اغتيال القيادي بهاء أبو العطا قبل أيام من انتهاء فترة تكليف غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، داعياً في الوقت نفسه إلى التوقف الآن عن إجراء مشاورات ائتلافية لتشكيلها.
وأشار إلى أنه خلال السنة ونصف السنة الماضية كانت هناك فرص كثيرة لاغتيال أبو العطا وغيره من قيادات أخرى في الجهاد الإسلامي وحماس، ولكن المجلس السياسي الأمني المصغر “الكابينت” امتنع عن ذلك، متسائلاً لماذا غير نتنياهو موقفه الآن، وتحديداً قبل أسبوع من نهاية فترة غانتس لتشكيل الحكومة؟ قائلاً:”للأسف الإجابة واضحة جداً، وهي منع تشكيل حكومة أقلية برئاسة غانتس”.
بدوره، اتهم رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عوده، نتنياهو مباشرة بالشروع بعملية عسكرية في غزة واغتيال القيادي بهاء أبو العطا بهذا التوقيت، قائلاً: إن “أحد خيارات غانتس كان تشكيل حكومة أقلية بدعم من القائمة العربية المشتركة، ومن المحتمل أن يتراجع هذا الخيار كثيراً في ظل التوافق الذي يظهر بينه وبين نتنياهو عقب اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، وبالتالي الذهاب نحو حكومة وحدة بالتناوب ما بين نتنياهو وغانتس”.

التعليقات مغلقة.