صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تحول موقف ترامب إزاء المستوطنات اليهودية يحقق أمنية قاعدة الناخبين الإنجيليين

 

 

من المتوقع أن يقوي قرار اتخذته الولايات المتحدة ويدعم عمليا بناء إسرائيل لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهو قرار طالما تمناه المسيحيون المحافظون، من قاعدة تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين أوساط الإنجيليين لدى سعيه لإعادة انتخابه في 2020 حسبما ذكر مسؤول بارز في مجموعة إنجيلية استشارية للرئيس.

وأثار إعلان إدارة ترامب يوم الاثنين أن المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة “لا تخالف القانون الدولي”، في تراجع عن سياسة أمريكية دامت أربعة عقود تقريبا، إدانة من الفلسطينيين والحكومات العربية، لكنه قوبل بإشادة من الإنجيليين الذين يشكلون جزءا مهما من قاعدته الانتخابية.

كان ترامب قد وثق بالفعل روابطه مع جمهور الناخبين الموالين لإسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها في 2017 ونقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة في 2018 ثم الاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان التي استولت عليها من سوريا في 1967.

يقول مايك إيفانز مؤسس جماعة (متحف أصدقاء صهيون) في القدس والذي يقيم بولاية تكساس الأمريكية إن الإنجيليين لم يشعروا بالحاجة إلى القيام بحملة لحث إدارة ترامب على خطوتها المتعلقة بالمستوطنات، وهي إحدى القضايا الجوهرية في صراع الشرق الأوسط، على عكس حملتهم الدؤوب لتهيئة الأجواء للخطوات المتصلة بالقدس.

وأضاف إيفانز لرويترز في نيويورك “لم تكن هناك فعليا حملة ضغط من أجل تغيير تلك السياسة لأنه (ترامب) يعرفنا.. يعرف معتقداتنا”.

لكن يعرف عن صناع السياسات الأمريكية على نطاق واسع تشاورهم المنتظم مع القيادات الإنجيلية وبعض اليهود الأمريكيين المناصرين لإسرائيل في رسم سلسلة من المبادرات الموالية لإسرائيل والتي أسعدت أغلب الإسرائيليين لكنها أغضبت الفلسطينيين منذ تولي ترامب السلطة في 2017.

غير أن من شأن الخطوة الأخيرة أن تقوض جهود ترامب لحل الصراع عبر خطة للسلام يجري العمل عليها منذ أكثر من عامين لكنها أثارت شكوكا واسعة النطاق حتى قبل الكشف عنها.

وقال إيفانز، وهو مستشار غير رسمي وعضو في جماعة (مبادرة الإيمان) التي أطلقها ترامب، إنه علم مسبقا بالإعلان الأخير وأطلعه عليه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عقب الكشف عنه مباشرة في واشنطن.

 

مئة بالمئة

 

يشكل الناخبون الإنجيليون قاعدة أساسية لترامب منذ انتخابات 2016، كما أن الكثير منهم مناصرون متحمسون لإسرائيل إذ يشعرون برابط ديني مع الشعب اليهودي والأراضي المقدسة.

وللضفة الغربية أهمية خاصة عند الإنجيليين الذي يرون تدخلا ربانيا في عودة اليهود في العصر الحديث إلى وطن مذكور في الكتاب المقدس ويطلقون على الضفة الغربية يهودا والسامرة، وهو الاسم العبري الوارد في العهد القديم. ويريد الفلسطينيون الضفة الغربية جزءا أساسيا من دولتهم المستقبلية.

وفي مقابلة في إسرائيل في مارس آذار علق بومبيو على السياسات التي قرر ترامب انتهاجها حيال إسرائيل بالقول “الرب كان يعمل هنا”. وبومبيو نفسه من الإنجيليين هو ومايك بنس نائب الرئيس.

ونفى مسؤولون أمريكيون أن يكون توقيت الإعلان مقصودا لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي يكافح بجهد جهيد للاحتفاظ بالسلطة بعد عمليتين انتخابيتين لم تسفرا عن نتائج حاسمة ويواجه ملاحقة قضائية محتملة تتعلق باتهامات بالفساد ينفيها عن نفسه.

وقال شخص مطلع إن القرار الأمريكي بشأن المستوطنات كان “قيد الإعداد منذ فترة طويلة” وصدر فور اكتماله.

لكن إيفانز يقول إن ترامب يحاول فيما يبدو إعطاء دفعة لنتنياهو. وقال “يثق دونالد ترامب في بنيامين نتنياهو وهناك تفاهم قوي بينهما… كان يرسل بإشارة”.

ولدى سؤاله عن احتمالات إعادة انتخاب ترامب نفسه قال “لدي 68 مليون متابع على فيسبوك. عندما يبارك الرئيس إسرائيل يشعرون بقوة أن الرب سيبارك لنا… لن يحصل على 90 بالمئة، بل سيحصل على مئة بالمئة من هذه القاعدة” الانتخابية.

ونقلت شبكة البث المسيحية عن جاك جراهام راعي كنيسة بريستونوود المعمدانية في بلانو بولاية تكساس، والتي يفوق عدد رعاياها 40 ألفا، قوله إن إدارة ترامب “أوضحت مرة أخرى سبب تأييد المسيحيين الإنجيليين الراسخ لها”.

ويمكن أيضا للإعلان المتعلق بالمستوطنات أن يساعد في إرساء جزء من الإطار القانوني لخطة السلام التي يعدها ترامب والتي عبّر بومبيو عن أمله في أن تخرج للعلن “بعد فترة ليست طويلة” من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

وعلى الرغم من أن تفاصيل خطة السلام تلك بقيت طي الكتمان، من المتوقع على نطاق واسع أن تدعو لاحتفاظ إسرائيل بالأغلبية العظمى من مستوطناتها. وأغلب المجتمع الدولي يعتبر تلك المستوطنات غير قانونية، وهو ما ترفضه إسرائيل.

لكن مسؤولا أمريكيا قال لرويترز “يجب عدم تفسير أي شيء في القرار (الخاص بالمستوطنات) على أنه عرض تمهيدي لمضمون رؤية البيت الأبيض للسلام”.

التعليقات مغلقة.