صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تلغراف: تسجيلات تكشف عن خطط سليماني في سوريا

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا حصريا عن محادثات مسجلة لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي قتل في غارة جوية قرب مطار بغداد، بداية الشهر الحالي.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن المكالمات اللاسلكية تكشف عن الدور الذي يؤديه الحرس الثوري الإيراني والمرتزقة الأفغان في توجيه الهجمات ضد آخر معقل للمعارضة السورية في محافظة إدلب.

وتلفت الصحيفة إلى أن سليماني كان قبل وفاته أداة قوية في حرف ميزان الحرب لصالح نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن طهران أكدت لأنقرة التي تدعم المعارضة السورية أنها لن ترسل قوات إلى إدلب؛ نظرا لقرب المحافظة من الحدود التركية.

وينقل التقرير عن قائد لواء الفاطميين، المكون من شيعة أفغان، ويعمل تحت قيادة فيلق القدس، قوله إن سليماني أعطى قبل مقتله المليشيات الشيعية التي تدعمها إيران خطة للسنوات الخمس القادمة، ولهذا فإن مقلته لن يؤثر على عمل المليشيات.

وتجد الصحيفة أن مزاعم القيادي في لواء الفاطميين تشير إلى أن المليشيات الشيعية تقاتل قرب إدلب بناء على أوامر سليماني وتنفذ خططه، مشيرة إلى أن “ديلي تلغراف” حصلت على التسجيلات من المنظمة المستقلة “مركز ماكرو للإعلام”، وجمعها مراقبون من مراكز رقابة محلية، استطاعوا التقاط الموجات اللاسلكية والإرسال للمليشيات الشيعية.

ويفيد التقرير بأن هذا هو المركز ذاته الذي قدم تسجيلات صوتية للطيارين الروس لصحيفة “نيويورك تايمز”، وكشفت عن استهداف القوات الحكومية وبشكل مقصود للمستشفيات والمراكز الطبية في معقل المعارضة.

وتنوه الصحيفة إلى أن محافظة إدلب، التي يعيش فيها 3.5 مليون نسمة، تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وجماعات أخرى معتدلة، تتعرض لقصف مستمر من الطيران الروسي والقوات البرية الموالية للنظام، مشيرة إلى أن الحملة أدت إلى تشريد نصف مليون، وتهدد بخلق أسوأ أزمة إنسانية في الحرب.

ويكشف التقرير عن أن الاتصالات اللاسلكية تمت في الفترة ما بين أيلول/ سبتمبر وتشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، وذلك بعد تحديد الإشارة اللاسلكية الإيرانية، مشيرا إلى أن هناك بعض التسجيلات التي تعود إلى الأسبوع الماضي.

وتذكر الصحيفة أنه تم تحديد مصدر الإشارات من قاعدة مؤقتة في بلدة التمانعة القريبة من معرة النعمان، التي تبعد أميالا عن القواعد الحكومية المعروفة في حلب وحمص.

وبحسب التقرير، فإنه سمع في واحد من التسجيلات أحد المقاتلين الأفغان وهو يتحدث باللغة الفارسية، قائلا: “لنذهب معا الليلة باتجاه مواقعهم والتعرف إن كانت عصفورا أو ذئبا”، حيث استخدمت الطيور والحيوانات شيفرة عن الأهداف، وقال آخر مازحا: “لا يستطيعون الدفاع عنها حتى بفرقة كاملة.. سنذهب سرا ونضربها ونسيطر عليها ولن تكون هناك مشكلة”.

وتورد الصحيفة نقلا عن قادة المعارضة، التي تقاتل في المنطقة، قولهم إن عدد المقاتلين التابعين للمليشيات الإيرانية في المنطقة يصل إلى 400 مقاتل، مع أن آخرين يقولون إن العدد يقدر بـ800 مقاتل.

وينقل التقرير عن القائد الميداني في الجبهة الوطنية للتحرير التي تدعمها تركيا، أبي حمزة الكرنازي، قوله: “تحاول المليشيات الإيرانية إخفاء وجودها في إدلب، لكنها موجودة على أرض الواقع”، وأضاف: “لديهم معدات ثقيلة، واستخدموا الدبابات وراجمات الصواريخ ضدنا في التمانعة ومناطق أخرى”.

وتورد الصحيفة نقلا عن شخصا من وفد للمعارضة حضر مباحثات أستانة في كازاخستان وسوتشي في روسيا، قوله إن إيران أكدت لتركيا أنها لا تريد مواجهة معها في إدلب، ولا ترغب في تخريب علاقاتها مع أنقرة، مشيرة إلى أن تركيا تحولت لشريك تجاري مهم لإيران بسبب العقوبات التي فرضتها أمريكا عليها، مع أن ولاء طهران ظل مع النظام السوري.

وينقل التقرير عن محللين، قولهم إن تركيا تعرف بوجود المليشيات الشيعية في محافظة إدلب، لكن ليس لديها التأثير للمطالبة بخروجها، مشيرا إلى أن جيش النظام تعرض بسبب سنوات الحرب لحالة من الضعف، ولهذا قدم مقاتلو فيلق القدس ولواء الفاطميين، المعروفين بخبراتهم القتالية في معارك قرب دمشق وحلب ودير الزور، الدعم للنظام.

وتورد الصحيفة نقلا عن المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، دارين خليفة، قولها: “هناك حاجة للقوات الإيرانية لتحافظ على المواقع.. هم جيدون في التقدم وحرب العصابات”، وأضافت: “لم تعد قوات الحكومة قوية أو منظمة، وباتت تعتمد تحديدا على مقاتلي المعارضة الذين (تصالحوا) مع النظام”.

وينقل التقرير عن القائد كيرنازي، قوله عن المليشيات الشيعية: “يشاركون في القتال لكنهم يقدمون الدعم العسكري والتدريب للمقاتلين المحليين، ويحضرون شيوخ دين إيرانيين ولبنانيين لتقديم الإرشادات وتعبئة المقاتلين على خطوط القتال”.

وتقول الصحيفة إن المراسلات اللاسلكية تحفل باللغة الطائفية، وسمع المقاتلون الشيعة وهم ينادون “يا علي يا علي” و “سننتصر إن شاء الله عليهم”، مشيرة إلى أن إيران تبنت سياسة مثيرة للجدل للسيطرة على مناطق تعدها جزءا من “الهلال الشيعي” الممتد من طهران حتى البحر المتوسط في لبنان.

وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى قول إليزابيث تسيركوف، من برنامج الشرق الأوسط في معهد دراسات السياسة الخارجية: “تستطيع التعرف من التسجيلات على سبب خوف سكان إدلب.. ما تحتويه ليس تهديدا لحياتهم فقط بل لدينهم أيضا”.

التعليقات مغلقة.