صحيفة الكترونية اردنية شاملة

إخوانية الإجاص بقلم: خالد القشطيني

كثير ما لاحظ حضرات الإخوان والأخوات انشغال هذه الزاوية عبر السنوات الطويلة الماضية بموضوع الشعر الإخواني الذي يتبادله الشعراء في شتى المواضيع. ولا بد أن نلاحظ أن هذا الباب من القصيد شاع بيننا في العصر الحديث وتعددت مواضيعه بفضل سهولة الاتصالات بالبريد والتلغراف وأخيراً الإنترنت، الكومبيوتر. الكثير من الشعر الإخواني يجري من باب المداعبات والملاطفات بين الأصدقاء والمعارف، كما نلاحظ في زاوية هذا اليوم.
من هذه الأمثلة ما جرى بين الشاعر والصحافي اللبناني المعروف، أمين تقي الدين وأمير الزجل في لبنان رشيد نخلة. وكان أمين تقي الدين قد التقط من حديقة بيته كمية من الإجاص الشهي، عز عليه إلا يشارك فيها زميله الزجال الذي كانت تربطه به صداقة حميمة. فملأ طبقاً من إجاص حديقته وبعث به إلى صديقه رشيد نخلة، مع بطاقة تحمل هذين البيتين:

 

زرعت لكم في القلب روض محبة
تعهده ماء الوداد فأزهرا
قطفت لكم منه الإجاص بقصد أن
تأكد أن الحب في القلب أثمرا

 

وما أن تسلم رشيد نخلة مجموعة الإجاص وأتى على آخرها حتى أعاد الطبق نظيفاً فارغاً كمن يرجو المزيد من هذه الفاكهة. بعد أن كتب على الطبق هذين البيتين الطريفين، وفي ثانيهما هذه المداعبة المؤنسة في التورية بين الهواء والهوى في آخر الشطر الأول حيث يقول:

 

شاء الفؤاد بأن يعيد هدية
لأمين، من أثمار يانع روضه
لكنما قلبي تنازعه الهوا
فتساقطت أثماره في أرضه

 

واأسفاه! يا ليت أن شعراءنا قصروا مديحهم على الإجاص والبرتقال! ويا ليت عطاياهم توقفت عند طبق من الإجاص أو الخوخ أو المشمش، عربياً كان أو أميركياً! إنهم اليوم لا يرضيهم شيء غير الدولار أو اليورو، وبالألوف أو الملايين عدا. الشرق الاوسط

التعليقات مغلقة.