صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الطابور الخامس….. ليس معارضة

لا شكّ بأنّ الأردن يدير حربه على وباء كورونا باقتدار منقطع النظير، جعله محطّ أنظار الجميع، ولا يخفى ذلك إلا على من يتعمّد إغماض عينيه عن الحق وبأّن العديد من الدول حذت حذوه في تسلسل الإجراءات لمكافحة هذه الآفة، وللأمانة من لم يشعر بداخله بالفخر لهذا فعليه أن يراجع وطنيّته وانتماؤه.

واستطاعت الحكومة بتوجيهات قائد البلاد أن تسكت الطابور الخامس والذي ظهر في زمن الربيع العربي ويعتبر موروثه الوحيد اليوم، بإجراءاتها الاستباقيّة ومراهنتها على حياة مواطنها أولاً، الا أنّها وللأسف لم تقض على هؤلاء الكارهين لبلادهم والذين يبررون فشلهم بالإساءة لغيرهم من الشخصيّات الوطنيّة التي ساهمت ببناء الوطن ومؤسساته الوطنيّة، وأكاد أجزم اليوم بأنّ هؤلاء المنتفعين من الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إثارة الشائعات من هنا وهناك قد أدموا شفاههم غيظاً من العضّ عليها لما يشاهدوه من التفاف المواطن الأردني حول قيادته وفخره بها.

إلا أنّهم وبكلّ أسف ينتظرون أيّ خطأ أو حتى زلّة من الحكومة أو أحد وزرائها لينقضّوا كالذئاب لكشف أيّة عورة وفضحها وتضخيمها ونشر الشائعات والأكاذيب في المجتمع وإعادة كسر الثقة بين الشعب وحكومته، ومخطئ تماماً من يعتقد أن هؤلاء المهرجين هم معارضة، فالمعارضة وجه إيجابي في أيّة دولة متحضّرة وقد دعا جلالة الملك عدّة مرّات لوجودها وهي المعارضة التي تضع السياسات والرؤى وتضع الحلول في ذات الوقت فتترك لصاحب القرار اختيار الأفضل، أما مجرد الهوبرة على مواقع التواصل الاجتماعي فقد تسببت للأسف بأضرار جسيمة للأردن وحرمت الأردن من استثمارات عربيّة وأجنبيّة كبيرة، وصنعت حقداً دفيناً بين فئات الشعب، وتركت في عقول البسطاء منه بأنّكم فقراء كون الأغنياء سرقوا بلادكم، وأن الأردن بلد يعيث فيه الفساد، وأنّ كل مقتدر مادياً هو فاسد، كما واغتالت معظم شخصيّات الوطن لا بل وتطاولت على رموزها.

أين هؤلاء اليوم!!! لم نسمع عن أحدهم قدّم لوطنه ديناراً واحداً في الوقت الذي تسابقت به مؤسسات الوطن وشركاته وشخصيّاته للتبرع لصناديقه!!

هذه فرصة الحكومة اليوم للقضاء على هؤلاء الكارهين لبلادهم والمجرمين بحقّ غيرهم وحقّ الشعب كلّه، فلا رحمة اليوم لمطلق الاشاعة ومصدر الأكاذيب، ولتغلّظ بحقهم العقوبات، ولنفسح المجال للمعارضة الحقيقيّة وشخصيّاتها الوطنيّة المحبّة لبلادها للظهور وندعمها فهي الوحيدة القادرة على لجم هؤلاء المهرجين.

أنا أؤمن أنّ وطني بشعبه وقيادته سينتصر على كورونا لا بل انا من التفاؤل بمكان أكاد أدّعي بأننّا سنكون أول دولة تعلن رسميّاً انتصارها بحربها على هذا الفيروس اللعين وخلو الأردن منه، ولكن وكما أبدعت الحكومة في التخطيط لهذه الأزمة وتنفيذ خطتها عليها أن تخطط وتنفّذ خطّة ما بعد كورونا، فإذا كنّا بإذن الله أول البلاد تعافياً فعلينا استغلال هذا الظرف للعمل والانتاج والتصدير في الوقت الذي ستعاني منه العديد من الدول بانتظار تعافيها، وحتى يتمّ تحقيق المبتغى لا نحتاج لطابور خامس يسيء للوطن ومقدراته ورجالاته بل نحتاج للتعاون والتراحم والتعاضد الذي ذكره رئيس الوزراء بالأمس.

الأردن لا يحتاج لمن يبثّ السموم والأكاذيب اليوم بل يحتاج لمن يقف في صفّه، ولنضرب بيد من حديد على كلّ أفّاق كذّاب ولنعرّي هؤلاء الأشخاص ولنفنّد أكاذيبهم، فإنّهم وإنّ لحق بركبهم كثير فهم ليسوا الأكثر، فالأغلبيّة دوماً صامتة…..

التعليقات مغلقة.