صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المتسوق الصحي الخفي

في معظم الحالات التي تجوب فيها الفرق الرقابية أيّ سوق ، تغلق المحلات أو تتخذ إحتياطاتها بعد ورود المعلومة عن حضور الفرق .

وتماما هو الحال بالنسبة لفرق التفتيش المكلفة بمعاينة إلتزام المنشآت من عاملين وزوّار بالإشتراطات الصحيّة الواردة في أمر الدفاع ، إذ يتكرّر ردّ الفعل الإعتياديّ مع الآليّة الإعتياديّة .

ولخطورة الأمر وعدم فاعلية الإلتزام الشكليّ لما له من آثار كارثيّة لا قدر الله ، وجب على الحكومة إعتماد أسلوب المتسوق الخفيّ لمتابعة إلتزام القطاعات المختلفة بتلك الإشتراطات الصحيّة .

فالتفتيش الظاهر المبرمج لن يفلح في زرع الشعور بالخوف من العقاب ، ولا يمكن التعويل على وعي المواطن إلّا بعد إتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط التجاوزات حتى تصبح حالة الإلتزام إعتيادية وأصليّة .

وحتى نصل لأكبر قدر من الضبط والربط ، على المفتشين الإطّلاع على أجهزة التسجيل الموجودة في المصانع والمنشآت الكبرى عبر عينات عشوائية لغايات التأكد من متابعتها الذاتية للإلتزام بالتدابير المستجدة طيلة وقت العمل فيها ، وإلزام تلك المنشآت بتشغيل أجهزة التسجيل المرئي لهذه الغاية .

كلّ المؤشرات تؤكد أن مسيرة الوباء طويلة ومستمرّة ، ولا يجوز أن ترتبط بأوقات دوام رسمي من ساعات أو أيّام ، ويلزمها مرونة ورشاقة وتواتر في العمل وخروج عن الأطر التقليدية .

التعليقات مغلقة.