صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الموت القادم من أمريكا

       من إستقراء تاريخ الواقع العربي ، نجد أن الدول العربية تعرف أن الموت بأسبابه البشرية قادم إليها ، ومع ذلك تبقى تنتظر وصوله بالكيفية والزمان والمكان الذي يحدده الأخرون ، وحالياً وبعد إعلان نفاذ قانون قيصر المتعلق بإيقاع العقوبات الإقتصادية الخانقة على الجمهورية السورية ليطال لبنان ، هل تبقى سوريا ولبنان بإنتظار الموت القادم من أمريكا لشعب الدولتين في المكان والزمان والكيفية الذي تريده الإدارة الأمريكية ؟!.

     إن عقلانية السلوك تقضي بأنه ما دام الموت قادماً لا محالة ، فإن الأولى والأجدر بالدولتين المذكورتين أن تبدأ كل منهما بمهاجمة أسباب هذا الموت ، فقد تنال من أسباب الموت قبل أن ينال الموت منهما ، وقد يسأل سائل كيف يمكن للشخص أو للدولة مهاجمة الموت ؟ إن الجواب على ذلك بمنتهى البساطة ، وهو أن يصار لمهاجمة أسبابه ، وعندئذ يتخلص المعني من الموت الزؤام عندما تكون أسباب الموت الظاهرة بشرية ، وبتطبيق ذلك على الموت القادم من أمريكا لكل من سوريا ولبنان نجد أن العامل البشري المسبب لهذا الموت يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ، إذ يقصد من قانون قيصر إرغام سوريا ولبنان على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية ، أي أن سبب الموت البشري القادم لكل من الدولتين هو الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين ، وعليه  وبدلاً من أن تنتظر سوريا ولبنان الموت القادم لهما من اجل حماية هذا الكيان ، ولما كان الموت واقعاً لا محالة ، فإن مقتضى العقل والسلوك الرشيد أن تهاجم سوريا ولبنان الكيان الصهيوني بكل ما تستطيعانه من قوة على إختلاف أنواع القوة .

     قد يقال أن مثل هذا العمل سيكون إنتحاراً لسوريا ولبنان ، فأقول الموت بالإنتحار يكون سريعاً أما الموت بالعقوبات الإقتصادية فهو موت بطيء وهو أسوأ من الموت السريع والمفاجيء ، ورحم الله الشاعر العربي الذي قال :

      ومن لم يمت بالسيف مات بغيره       تعددت الأسباب والموت واحد

      وإن لم يكن مـــن المــــوت بــد        فمــن العار أن تمـــوت جباناً

التعليقات مغلقة.