صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تحويل الكبوة إلى فرص للتعافي

انخفض العجز التجاري في النصف الأول من العام الحالي الى 2.96  مليار دينار بنسبة  25.4 %، مقارنة مع الفترة المماثلة العام الماضي الذي بلغ3.97 مليار دينار تقريبا، هذا الانخفاض له دلائل مهمة يمكن البناء عليها لتمتين اساسيات الاقتصاد الاردني، فهذا الانخفاض تحقق في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وبرغم انخفاض الصادرات الكلية بنسبة 7.3 %، وانخفاض المستوردات خلال النصف الاول من العام الحالي بنسبة 18 %، حيث بلغت قيمتها 5.49 مليار دينار تقريبا، بالمقارنة مع 6.69 مليار دينار لنفس الفترة من لعام الماضي. وقد يكون من اسباب انخفاض العجز التجاري انهيار الاسعار العالمية للنفط ، الا ان هناك مؤشرات ايجابية اخرى في مقدمتها الاهتمام بالاعتماد على الذات خصوصا في السلع الغذائية.

التحدي المتوقع خلال العام وربما الاعوام المقبلة قد ينصب على الفاتورة الغذائية في ظل توقعات باستمرار اسعار النفط والطاقة بشكل عام عند مستويات مقبولة ومحدوديتها على الاقتصاد، لذلك لابد من الاهتمام بالانتاج الزراعي المحلي والصناعات الغذائية، والتركيز على الاعتماد المتبادل بين الاشقاء في دول الجوار وتحديدا كل من مصر والعراق وسوريا وهي من الدول التي تتمتع بعمق انتاجي وتسويقي كبير يمكن ان تضاعف القيمة المضافة لاقتصادات دول المنطقة العربية بشكل عام.

ومن العناصر المؤثرة في تحسين الأداء الاقتصادي للاردن ودول الجوار لاسيما العراق الربط الشبكي الكهربائي الثلاثي مصر الاردن العراق ويمكن توسع ربط الشبكات والتمدد لاحقا الى السعودية ودول الخليج العربي وسوريا ولبنان، فالربط الكهربائي يؤدي الى زيادة توصيل التيار الكهربائي في تلك الدول بكلف اقل لكل الاستخدامات في ظل الفائض الكبير من الغاز المسال لدى الشقيقة مصر بحيث يتم توليد الطاقة وتصدير الطاقة الكهربائية بلمحة البصر الى دول الربط الشبكي، كما يتم الاستفادة من الاستطاعة العالية للقطاع الكهربائي الاردني، وتمرير الطاقة الى دول عربية مع الاستفادة من الاحتياطي الكهربائي في الشبكات وتدوير الاحمال حسب الطلب وتلبية الطاقة في ساعات الذروة وغير ذلك من الجوانب الفنية والتقنية التي سيكون لها نتائج ايجابية على اقتصادات المنطقة وشعوبها.

الغالبية العظمى من اقتصادات المنطقة والعالم تضررت من الجائحة وتداعياتها، الا ان تجاوز هذه الكبوة ممكن، وتحويلها الى انعطاف مهم لتعظيم مكامن قوة المنطقة اقتصاديا بالاعتماد على الذات والاعتماد المتبادل والتركيز على محركات النمو الرئيسية ..الانتاج الحقيقي من زراعة وطاقة وصناعة وقطاعات الاقتصاد الحقيقي، اذ كلها مكونات رئيسية وسلع ارتكازية يمكن التعامل معها بفعالية عندها يمكن تسريع وتائر النمو تدريجيا للخروج من الجائحة وتداعياتها

التعليقات مغلقة.