صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الإرهاب الإيجابي والسلبي

     يأخذ الإرهاب شكل أفعال إيجابية وذلك عندما يمارس الشخص أو الدولة فعلاً من أفعال الإرهاب ، كأن يقوم الشخص أو الدولة بقتل مدنيين أو التسبب بإيذائهم .

       وقد يأخذ إرهاب الشخص أو الدولة شكل أفعال سلبية وذلك عندما يمتنع الشخص أو الدولة عن فعل أو عمل لمنع فعل إرهابي إيجابي ، حيث نكون هنا أمام إرهاب بفعل سلبي .

      وبتطبيـــق ذلك على ما إقترفه الجنود الإسرائليون من عملية قتل المسن المدني الفلسطيني الأعــزل ، فإن ذلك يشكل عملاً إرهابياً إيجابياً ، بل هو قمة الإرهاب ، لأن هذا الجندي هو جندي إحتلال وفقاً للقانون الدولي ، حيث يتوجب عليه حماية المدنيين تحت الإحتلال ، أي أن هذه العملية التي مارسها جنود الإحتلال، تنطوي على عمل إرهابي مركب ، أحدهما إخلال جنود الإحتلال بواجب قانوني يفرضه عليهم القانون الدولي وهو واجب حماية المدنيين تحت الإحتلال ، والعمل الثاني أن هؤلاء الجنود هم الذين قتلوا المدني الذي يتعين عليهم حمايته ، الأمر الذي يشكل قمة أعمال وتصرفات الإرهاب ، ويضاف الى ذلك أنه إرهاب دولة.

     وبذات المعيار وبإلقاء نظرة على رد الفعل من السلطة الفلسطينية وردود الأفعال العربية ، نجد أنها جميعاً تلوذ بصمت من في القبور ، فلا شجب ، ولا إدانة ، ولا إستنكار، لا سيما وأن هـــؤلاء جميعاً يدعون أنهم يحاربون الإرهاب ، أليست ممارسة جنود الإحتلال بقتل مدني مسن فلسطيني عمل إرهابي ؟! ألم يملاً كل أولئك الدنيا عويلاً وصراخاً زاعمين أنهم يحاربون الإرهاب ؟! لماذا صمت كل هؤلاء أمام أفعال جنود الإحتلال الإرهابية ؟! إن هذا الصمت يصنف كل الصامتين في خانة الإرهاب وإن زعموا غير ذلك فالإرهاب  سلوك وممارسة ومحاربته سلوك وممارسة أيضاً ، وليس إدعاءات جوفاء خالية من محتواها ، أم أن الإرهاب يكون فقط عندما ينسب الفعل الى العربي وتنتفي هذه الصفة عندما يكون الفاعل صهيونياً محتلاً ، والمفعول به عربياً ؟! بل إن معظم الدول العربية والسلطة الفلسطينية أثبتوا للقاصي والداني أنهم سدنة الإرهاب وحماته ورعاته ، وإن إدعاءاتهم بمحاربة الإرهاب ما هي إلا ستار لممارسة الإرهاب على شعوبهم قمعاً وتنكيلاً ، لكن هذه الشعوب الميتة بأثواب أحياء تستحق كل ذلك ، لأننا لم نسمع ولم نر إحتجاجات شعبية تملاً شوارع المدن والبلدات ، بل بقيت فارغة مستكينة هامدة نائمة بعد أن إستمرت العبودية ، أقول لهذه الدول (ناموا ولا تستيقظوا ، فما فاز النوّم)  .

     وأخيراً فإن الحد الأدنى المطلوب من الدول العربية والسلطة الفلسطينية هو ملاحقة المسؤولين في كيان الإحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية وطلب عقد جلسة لمجلس الأمن بصرف النظر عن نتائج التصويت فيه إذ ستوضع هذه الهيئة أمام مسؤولياتها الدولية فإن هي أخفقت في ذلك فقدت قراراتها مشروعيتها ومبرر الإلتزام بها ، فهلا فعلناها ؟!.

التعليقات مغلقة.