صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لنلعب بطريقة مختلفة بقلم رائد الخرابشة

على مدار السنوات السابقة اتت حكومات وحملت بين طياتها وثناياها العديد من الشخصيات الوطنية الصادقة والمخلصة عاقدة العزم على تقديم الافضل وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للأردنيين، ولكن خذلتهم المخرجات والنتائج حتى اصبحت تأتي الحكومات وتذهب والاحباط وعدم التقدير وضعف الثقة هي الملازم لكل ردود الفعل الشعبية، وأصبح تغيير الاسماء وخبر تغيير الحكومات او حتى اجراء الانتخابات لا يحمل اي معنى للأردنيين- باستثناء اصحاب المصلحة.
ولكن كما حملت تلك الحكومات المتعاقبة الصادقين، فقد ركبها اصحاب المصالح الشخصية والمحسوبية والمتنفذين بدون اي اجندات وطنية، وهؤلاء كانت نتائجهم للأسف أكثر وضوحاً ورسوخاً في اذهان وذاكرة الاردنيين.
لذلك أصبح لزاماً علينا ان نلعب بطريقة مختلفة وحسب وجهة النظر المتواضعة الاتية:
• رئيس قوي قادر على ادارة فريقه الوزاري دون ان يضيع في التفاصيل واعمال الوزارات الفنية والروتينية.
• برنامج عمل حكومي مبني على النتائج ومؤشرات الاداء على مستوى مرتفع دون الخوض بالتفاصيل
• خطط قطاعية تقودها الوزارات بقيادة وزرائها تعكس برنامج عمل الحكومة، وقائمة على تحليل وتحديد وتبسيط المشكلات ووضع الحلول اللازمة ضمن إطار زمني والابتعاد عن مبداء الكل بالكل وتحقيق ما يمكن انجازه.
• برنامج ثقة الحكومة من البرلمان يبنى على مناقشات الخطط القطاعية للوزارات مع اللجان البرلمانية المتخصصة لتحديد الالتزامات والتوقعات.
• فريق وزاري قادر على ادارة الموارد البشرية المتاحة وتوجيهها وتمكينها لتحقيق الاهداف (الادارة بالنتائج).
• ادارة الاهداف بشكل عامودي بدءً بتحديد المشكلة وانتهاءً بالحل والابتعاد عن عشوائية العمل الافقي الذي يهدر الوقت والجهد بدون نتائج.
• عدم التمركز خلف كرسي الوزارة، وفتح الابواب للاستماع واشراك الجميع بهمومنا وتحدياتنا الوطنية، لنؤسس انجاز مشترك والاستفادة من الخبرات الفنية الكبيرة بين أبناء الوطن وتحقيق التناغم وتعزيز الشراكة بين الأفراد والمؤسسات والقطاعات المختلفة، فالهم واحد والانجاز للجميع
• عدم النظر للتحديات ككتلة واحدة نعجز معها عن التفكير بالحلول، وتحديد وتفتيت المشكلات المرتبطة بالقطاع التنموية الأساسية من تعليم وصحة وخدمات وايجاد الحلول البسيطة الابداعية والمبتكرة التي لا تتطلب أكثر من استثمار أفضل للموارد المالية والبشرية المتاحة.
ان التحديات التي يواجهها الاردن على كافة المستويات الداخلية والخارجية السياسية والاقتصادية الخدمية والاجتماعية هي تحديات كبيرة، ومنها ما تكمن كافة اوراقه بأيدينا، ومنها ما هو موزع داخلياً وخارجياً. وحتى نكون قادرين على مواجهة الخارجي يجب أن نحصن بيتنا الداخلي من خلال إعادة الثقة ما بين الدولة والمواطن وأن تكون هناك رسائل واضحة من الحكومة من خلال العمل والانجاز بجدية حقيقية لتحسين الواقع الخدمي والمعيشي للمواطن الأردني، وهو ما يتصدر أولوية الاردنيين اليوم دون تخليهم عن التزامهم القومي والعروبي اتجاه قضاياناً الثابتة والراسخة وعلى راسها القضية الفلسطينية
ختاماً كلي قناعة بقدرتنا على انجاز الكثير وتجاوز التحديات الكبيرة بالعمل معاً وان يكون الوطن البوصلة الوحيدة للجميع.

التعليقات مغلقة.