صحيفة الكترونية اردنية شاملة

طحنون بن زايد يبحث في طهران تحسين العلاقات وقضايا إقليمية

اجتمع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد مع نظيره الإيراني ومع الرئيس إبراهيم رئيسي خلال زيارة نادرة لطهران اليوم الاثنين في تحرك دبلوماسي يهدف إلى تجاوز الخلافات القائمة منذ فترة طويلة وزيادة التعاون بين البلدين.

وتأتي الزيارة بعد أيام من توقف محادثات في فيينا بين طهران والقوى العالمية أبدى بعدها مسؤولون غربيون استياءهم من مغالاة إيران في مطالبها من أجل إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

وقال رئيسي للشيخ طحنون، بحسب التلفزيون الإيراني، إن “تحسين العلاقات مع دول المنطقة من أولويات حكومتي لذا نرحب بتحسين العلاقات مع الإمارات”.

وأضاف “أمن دول المنطقة متداخل، وتدعم إيران أمن دول الخليج الفارسي”.

وتمتد العلاقات التجارية بين دبي وإيران لأكثر من قرن، ولطالما كانت الإمارة التي تبعد 150 كيلومترا على الجانب الآخر من الخليج واحدة من روابط إيران الرئيسية بالعالم الخارجي.

ومع ذلك، يقف البلدان على طرفي نقيض من الحرب في اليمن. فالإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وتدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد مقاتلي الحوثي المتحالفين مع إيران.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن الشيخ طحنون أعرب عن أمله أن تكون الزيارة “نقطة تحول” في العلاقات الإيرانية الإماراتية. وقالت إن الرئيس الإيراني تلقى دعوة رسمية لزيارة الإمارات.

وفي وقت سابق بحث الشيخ طحنون، شقيق الحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مع الأمين العام للمجلس الوطني للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

* حوار مستمر

نقل التلفزيون الإيراني عن شمخاني قوله “لا يمكن أن يتحقق الاستقرار والأمن إلا من خلال الحوار المستمر والتعاون بين دول المنطقة”.

وأضاف أن “تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية هي الأولويات الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية”.

وتابع شمخاني “الجهود المشتركة ضرورية لإنهاء بعض الأزمات العسكرية والأمنية في المنطقة … ويجب أن يحل الحوار محل النهج العسكري في حل النزاعات”.

وتريد دول الخليج العربية المجاورة لإيران وضع حد لسعيها للهيمنة على المنطقة حيث تنافس السعودية في مد النفوذ من سوريا والعراق إلى اليمن والبحرين.

واتخذت أبوظبي موقفا متشددا تجاه إيران بدعمها السريع لقرار واشنطن التخلي عن الاتفاق النووي قبل ثلاثة أعوام. ولكن في 2019، بدأت الإمارات التواصل مع إيران في أعقاب هجمات على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات وكذلك على البنية التحتية لقطاع الطاقة في السعودية.

وبدأت السعودية، القوة الإقليمية السنية، محادثات مباشرة مع إيران الشيعية في أبريل نيسان وصفتها الرياض بأنها كانت “ودية” لكنها استكشافية إلى حد كبير.

ونسبت وسائل إعلام إيرانية للشيخ طحنون قوله خلال اجتماعه مع شمخاني إن “تطوير علاقات ودية وأخوية بين أبوظبي وطهران من أولويات دولة الإمارات”.

وقال محللون إن طهران لا تستطيع تحمل خسارة دبي كمنفذ تجاري، خاصة وأن العقوبات الأمريكية خفضت صادراتها النفطية بشكل كبير وزادت من تعقيد مشاركتها في التجارة الدولية.

وفي الشهر الماضي قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات “نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل… والانفتاح على جيراننا… ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات”.

وقال قرقاش في تغريدة اليوم الاثنين إن زيارة الشيخ طحنون لطهران تأتي “استمرارا لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية”.

وأضاف “تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة”.

التعليقات مغلقة.