صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العملة الرقمية خطوة رائدة

تبقى العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية لها مخاطر مالية وكما ذكرت جمعية المخاطر المالية العالمية (GARP) أن من هذه المخاطر سرقة الأموال في حالة ضياع كلمة المرور، حاجتها لخدمات انترنت للتداول، وعدم سيطرة الحكومات على النظام المالي، والاستغناء عن الكثير من البنوك وبالتالي نقصان عدد الوظائف في القطاع المالي والمصرفي

العملة الرقمية هي نوع من العملات المتاحة فقط على شكل رقمي وليس لها وجود مادي ورقي أو نقد معدني، ولها خصائص مماثلة للعملات المادية ولكنها تسمح بالتعاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود ويشمل ذلك النقد الإلزامي. وذكرت البنوك المركزية الأوروبية عام 2015 بأن العملة الافتراضية هي عباره عن تمثيل رقمي لقيمة ليست صادرة عن بنك مركزي أو جهة مالية معتمدة أو مالية رقمية، ومن جانب آخر تعتبر العملة الرقمية هي وصف آخر للنقد نستطيع استخدامها لشراء البضائع والخدمات، وهنالك فرق جوهري بين العملة الرقمية والعملة الافتراضية المشفرة هو أن العملة الرقمية مركزية الأمر الذي يعني أن كل عملية تداول هي عملية منظمة من خلال نقطة مركزية مثل البنك بينما العملات المشفرة هي عملات غير مركزية أي أن التنظيم يكون داخل شبكة المتعاملين، ونستطيع القول أن كل العملات المشفرة هي عملات رقمية ولكن ليس كل العملات الرقمية هي عملات مشفرة. أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الذي يجعل البنوك المركزية تطرح عملات رقمية، الأسباب كثيرة ومنها سهولة التعامل، وسرعة اجراءات التداول، وقلة الرسوم على التحويلات، وعدم استخدام الصراف الآلي، وكما لا يمكن سرقتها بسهولة، كما أنها توفرمرونة في السياسة النقدية، وسهولة متابعة التحويلات، وزيادة الشمول المالي وتسريع وتيره التحول الرقمي.
العملات المشفرة كثيرة الأنواع ويبلغ عدد العملات الافتراضية المشفرة أكثر من عشره آلاف ومنها البتكوين، وسولانا، واثيروم، وبوليفون، ودوتكوين وغيرها. وبلغ حجم تداول بتكوين 32 مليار دولار، وتعتمد هذه العملة على المتداولين (peer-to-peer) ويتم تسجيل التداولات في سجل (Ledger) ويتم إرسال التداولات بين المتداولين باستخدام مفاتيح الكترونية أحدهما خاص والآخرعام لكل متداول وترسل التداولات في البتكوين متضمنة التاريخ والترتيب الزمني والقيمة وكلما زاد التداول يتم جمع السجلات وتكوين سلاسل كتل مشكلة من السجلات (Blockchain) ويتم بث التداول الى جميع المتعاملين على الشبكة ويقوم بعض المهتمين بهذه العملة من خلال عملية تنقيب باستخدام أجهزه الحواسيب والأجهزة النقالة واستخدام دالة تسمى الهاش للبحث عن تداولات البتكوين واذا تم ايجاد التدوال على شبكة المتداولين وإضافتها الى سلسلة الكتل فان المنقب يحصل على جائزة وهي بتكوين أو جزء منه، وكلما زادت التداولات كلما زاد عدد احتمالات التجربة لإيجاد التداولات وهذا يتطلب حواسيب سريعة وطاقة كبيرة للتشغيل. لقد أبدى الكثير من الأردنيين اهتماما بالبتكوين حيث زادت التعاملات في عام 2018 مما حدى في البنك المركزي الأردني إلى التصريح بأن التعامل بهذه العملة غير آمن لاستثمارات الأردنيين لأنها ليست مضمونة القيمة المالية من جهة معترف فيها عالميا، ومن الجدير بالذكر بأن اقتصاديون من الحاصليين على جوائز نوبل في الاقتصاد أكدوا أن البتكوين هي فقاعة مالية وخطورتها عالية وما يبرهم على ذلك خسارة هذه العملة ل 40% من قيمتها خلال عدة أيام من بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، وضمن سلسلة حماية أموال الأردنيين فقد قامت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في عام 2018 بمنع دخول أجهزه التنقيب عن البتكوين.
العملات الرقمية المركزية (الصادرة عن البنوك المركزية) هي نموذج رقمي للكاش وبالإمكان تبادل هذه العملات كمثل النقود التقليدية وفي هذه الحالة يقوم البنك بإدامة قاعدة بيانات ويمنح كل دولار رقمي رقما متسلسلا، وهنالك الكثير من البلدان التي أصدرت عملات رقمية ومنها الباهاما (الساند دولار)، ونيجيريا (اينيرا)، والسويد (ايكرونا)، والصين (ايسينن)، وجاميكا (دولار). وهنالك دولاً في طور التجهيز للعملة الرقمية مثل الهند و اليوروزون، كما قامت السعودية والامارات في عام 2019 بالإعلان أنهما سوف تقومان بإصدار عملة رقمية موحدة اسمها عابر وسوف يقتصر تعاملها على البنوك والمؤسسات المصرفية فقط
تبقى العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية لها مخاطر مالية وكما ذكرت جمعية المخاطر المالية العالمية (GARP) أن من هذه المخاطر سرقة الأموال في حالة ضياع كلمة المرور، حاجتها لخدمات انترنت للتداول، وعدم سيطرة الحكومات على النظام المالي، والاستغناء عن الكثير من البنوك وبالتالي نقصان عدد الوظائف في القطاع المالي والمصرفي، إضافة لزياد مخاطر التعرض للهجمات السيبرانية. ولضمان سلامة التداولات بهذه العملات الرقمية الحكومية (المركزية) فلابد ان تكفل الحكومات ايجاد بنية تحتية رقمية لديها الكثير من القدرات على الصمود وتقليل أثر الهجمات على المصادر والتداولات المالية.

التعليقات مغلقة.