صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حلقة نقاشية بـ”إعلام القاهرة” عن الإعلام التنموي

يوسف المشاقبة

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، يوم الإثنين، حلقة نقاشية تحت عنوان “الإعلام التنموي: رؤى ونماذج عربية”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العلمي الدولي السابع والعشرين لكلية الإعلام، المُقام تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميد الكلية ورئيس المؤتمر، وإشراف الدكتورة وسام نصر وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر.

وافتتحت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام، الجلسة النقاشية الخامسة عشر، بحضور كلًا من الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذ بقسم الصحافة وعميد كلية الإعلام الأسبق التي تولت إدارة الحلقة، والدكتورة آلاء فوزي مدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية ومقرر الجلسة، بالإضافة إلى لفيف من أساتذة الإعلام المصريين والعرب.

ولفتت عميد كلية الإعلام، إلى أهمية الدور المحوري الذي يقوم به الإعلام التنموي حيث أنه يساهم في بناء المجتمع، مؤكدة تزايد الاهتمام بهذا التخصص في الآونة الأخيرة.

وأوضحت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إن الإعلام التنموي يعتمد بشكل كبير على الوسائل والأدوات التكنولوجية الحديثة، مشيرة إلى سلبية السمعة التي كان يحظى بها هذا المجال في الفترات الزمنية السابقة؛ نظرًا لاعتقاد البعض أن الحكومات هي التي تسيطر عليه إلا أنه في الحقيقة يقوم بدوره في إطار المسئولية الاجتماعية.

وأشارت الدكتورة عواطف عبدالرحمن، أستاذ بقسم الصحافة بالكلية، إلى إن الحديث عن التنمية المستدامة بدأ منذ عام 1982 إلا أنه حتى عام 2015 لم يحدث أي تغيير في المجتمع؛ نظرا لعدم إدراك الكثيرين للمفهوم نفسه، فضلًا عن مساحة الحرية المحدودة في الكثير من الدول العربية، مضيفة أنه في يناير 2019 تم وضع أسس لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضافت رئيس قسم الصحافة الأسبق، أن مفهوم الفقر يعني الحرمان من التمتع بالحرية والمشاركة المجتمعية وليس الامتناع عن المأكل والشراب، مُطالبة الدول بالسماح بحرية تداول المعلومات وفتح المجال أمام المشاركة الجماهيرية، بما يعزز أهداف التنمية المستدامة حيث أنها تساعد على النهوض بحياة الأفراد والجماعات.

وأكدت الدكتورة نسمة البطريق، أستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية، أهمية تنمية الإعلام حيث أنه وسيلة مهمة لإحداث التحديث والتغيير في المجتمع، مضيفة أن كليات الإعلام في الوطن العربي دائما ما تكون الرائدة في تقديم المناهج والأبحاث الجديدة التي تتماشى مع التطور الذي يحدث في المجتمع.

ولفت الدكتور فهد الطياش، أستاذ بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى السعودي، عبر برنامج “زووم” إلى وجود مشكلة حقيقة في التعامل مع الإعلام التنموي، قائلا إن بداية الإعلان عنه بدأت في عام 1949 لذا أطلق البعض عليه “عام التنمية” وذلك من خلال الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان، مضيفا أن مصطلح التنمية المستدامة يُضيف معنى إلى مفهوم الإعلام التنموي.

وأشار “الطياش” إلى إمكانية تقسيم الإعلام التنموي إلى ثلاث مراحل أساسية، المرحلة الأولى تتعلق بتشكيل بنية الإعلام التنموي خلال الفترة من عام 1960 إلى 1980، أما المرحلة الثانية ترتبط بنقد الإعلام التنموي في الفترة من 1981 حتى 2000، بينما المرحلة الثالثة تتصل بالقوى التشاركية العالمية والتحول الأكاديمي ما بين الشمال والجنوب.

وأضاف أستاذ بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى السعودي، إن قوة الإعلام التنموي في الفترة الأخيرة انتقلت من المؤسسات السياسية إلى الأكاديمية، لافتا إلى مسئولية أساتذة وخبراء الإعلام عن تحسين الإعلام، مؤكدا اختلاف المرحلة الجديدة التي نعيشها –الآن- عن الأوضاع في الماضي حيث اندمجت القوى التشاركية معًا في المجتمع.

وأكد إسماعيل فرغلي، الفنان المصري، أهمية الدور الذي يلعبه الفن في قضية الإعلام التنموي، لافتا إلى وجود العديد من الأعمال الفنية التي تم إنتاجها من قِبل بعض الفرق المسرحية داخل جامعة القاهرة والتي تخدم هذا المجال.

وقالت الدكتور هبة السمري، عميد كلية الإعلام بجامعة النهضة، أن الإعلام لم يعد وسيلة للترفية فقط حيث أنه وسيلة تنموية، مؤكدة حاجة كافة الدولة للإعلام التنموي بنفس احتياج أي إنسان لأطرافه الأساسية، لافتة إلى وجود اهتمام بهذا المجال إلا أنه ليس كافيًا؛ نظرا لضعف بعض المؤسسات الإعلامية العربية مهنيًا واقتصاديًا، فضلا عن عدم وجود رؤية إعلامية واضحة للإعلام التنموي، بل وهناك بعض المضامين تعد من معوقات تحقيق التنمية مثل: الإعلانات التي تخاطب الغرائز والشهوات.

وأشارت عميد كلية الإعلام بجامعة النهضة، إلى وجود نماذج إيجابية في الإعلام مثل: برنامج “مصر تستطيع”، مُشددة بضرورة التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني، والاهتمام بوسائل التواصل الجديدة حتى يتم توجيه خطاب إعلامي يستطيع القضاء على المعوقات التي تواجه التنمية.

ولفت الدكتور محمد دحماني، أستاذ بقسم الإعلام بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة المسلية، إلى أن دولة الجزائر تواجه مشكلات متعددة بخصوص الإعلام التنموي، مُطالبا بضرورة تسليط الضوء على مختلف ركائز هذا المجال ومراجعة مختلف القوانين التي تتعلق بالإعلام.

وقالت الدكتورة أماني فهمي، عميد كلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، أن الجامعة تعتمد على الاستفادة من طاقات الطلاب للمشاركة في مسار التنمية من خلال تنظيمها العديد من الأنشطة التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضحت راندا فؤاد، رئيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية، أن المصريين القدماء يعتبروا من أوائل المهتمين بمجال التنمية المستدامة، لافتة إلى ضرورة مشاركة القوى الناعمة والمجتمع المدني في تحقيق التنمية في المجتمعات، مؤكدة أن الإعلام التنموي يسد فجوة نقص المعلومات.

جدير بالذكر أن المؤتمر يُقام خلال يومي 29 و30 مايو 2022، بعنوان “تحديات الإعلام العربي في ضوء خطط التنمية المستدامة: نحو رؤى مستقبلية للإصلاح والتطوير”، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام، وإشراف الأستاذة الدكتورة وسام نصر وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، وبمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة وخبراء الإعلام المصريين والعرب والأجانب.

التعليقات مغلقة.