صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الإمارات والأردن.. 4 قمم في 4 شهور لتعزيز العلاقات الثنائية والتضامن العربي

تتوج زيارة  الملك عبدالله الثاني التي بدأها لدولة الإمارات، اليوم الخميس، العلاقات التاريخية بين البلدين والشراكة الاستراتيجية التي تربطهما.

وتعد تلك الزيارة هي الثالثة لجلالة الملك  لدولة الإمارات خلال 4 شهور، فيما تعد القمة المرتقب عقدها بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والملك عبدالله الثاني هي الرابعة التي تجمعهما خلال الفترة نفسها.

وتعبر القمم الدورية التي تجمع دولة الإمارات والأردن عن متانة العلاقات الأخوية المتجذرة وأهمية التنسيق بينهما لتحقيق التطلعات المشتركة وتوحيد الصف العربي وتحصين دول المنطقة وحماية أمنها.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية، في وقت سابق، إن الملك عبدالله الثاني غادر البلاد في زيارة عمل إلى أبوظبي، يلتقي خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

أهمية خاصة

وتحظى تلك الزيارة بأهمية خاصة سواء على صعيد العلاقات الثنائية، أو على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي، كونها تأتي قبيل 3 أسابيع من القمة العربية الأمريكية المرتقبة بجدة 16 يوليو/تموز المقبل، التي يشارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول الخليج ومصر والأردن والعراق.

وتعكس الزيارة حرصا أردنيا على التنسيق مع القيادة الإماراتية ضمن جهود البلاد المشتركة للارتقاء بالتعاون الثنائي وتعزيز التضامن العربي والإقليمي ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتعد القمة المرتقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل الأردني هي القمة العربية الثانية للرئيس الإماراتي خلال 24 ساعة بعد لقائه الأربعاء حسن شيخ محمود رئيس الصومال، الذي وصل لأبوظبي في أول زيارة رسمية له للخارج منذ انتخابه رئيسا في مايو/أيار الماضي.

وتأتي القمتان في إطار حراك عربي لتعزيز التضامن وتوحيد الجهود وتعزيز العلاقات الثنائية من جانب، ومن جانب آخر لتنسيق المواقف بين دول المنطقة قبيل قمة جدة، ولمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها المنطقة على خلفية تداعيات الأزمة الأوكرانية من جانب آخر.

وأنهى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، الأربعاء، جولة خارجية استمرت 3 أيام، وشملت مصر والأردن وتركيا، أجرى خلالها مباحثات مع قادة الدول الثلاث، واستبقها عقد قمتين في مدينة شرم الشيخ المصرية، أحدها السبت بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والثانية الأحد بمشاركة قادة مصر والأردن والبحرين.

تعزيز الشراكات

وثمة توافق عام على أهمية صياغة تحالف إقليمي ذي أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى وتعزيز التكامل، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تواجهها، خاصة بعد التحديات التي تشهدها المنطقة على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.

وتؤمن السعودية ودولة الإمارات بأن التغيرات التي يشهدها العالم تستدعي تعميق الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة العربية وابتكار صيغ جديدة للتعاون فيما بينها وتعزيز تكاملها واستثمار الميزات النوعية لكل دولة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتقوية الاستجابة للتحديات المشتركة والأزمات العالمية وتوسيع الاعتماد على الذات، خاصة في القطاعات الحيوية ذات الصلة بالأمن الوطني مثل الغذاء والصحة والطاقة والصناعة وغيرها.

وكان لدولة الإمارات ومصر والأردن تجربة تحتذى في هذا الصدد، بعد توقيع الدول الثلاث في 29 مايو/أيار الماضي اتفاقية لـ”الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة”.

قمم ومباحثات

وتأتي زيارة العاهل الأردني لدولة الإمارات بعد نحو 3 أسابيع من زيارة رئيس وزرائه بشر الخصاونة إلى جانب نظيره المصري مصطفى مدبولي للتوقيع على اتفاقية لـ”الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة”، في زيارة التقوا خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
كما تأتي بعد نحو 10 أيام من زيارة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، إلى الأردن وإجرائه مباحثات تتعلق بالجوانب العسكرية وسبل تطويرها وتعزيزها بين البلدين الشقيقين.

ولا تكاد تمرة فترة قصيرة إلا وتعقد البلدان قمما واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات، وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة.

وضمن هذا الإطار، شهدت الفترة القليلة الماضية العديد من القمم التي جمعت قادة البلدين، كان أحدثها القمة الثلاثية بالقاهرة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني 24 أبريل/نيسان الماضي.

تم خلال القمة بحث تعزيز العمل العربي المشترك وأهمية التنسيق المتبادل في ظل التحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة العربية وتهدد أمنها واستقرارها.

وأكد القادة حاجة المنطقة إلى السلام والاستقرار والتعاون المشترك من أجل تفعيل مسارات السلام والتنمية ودفع عجلتها على مختلف الأصعدة، بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة في التقدم والازدهار.

واستعرض القادة خلال لقائهم الأخوي عددا من القضايا وآخر التطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر بشأنها خاصة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على المستويات الإنسانية والاقتصادية، داعين جميع الأطراف المعنية إلى بذل أقصى الجهود لتسوية النزاع عبر تغليب الدبلوماسية ومن خلال الحوار والمفاوضات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن استمرار التشاور والتنسيق العربي يأتي في صلب توجه دولة الإمارات وإيمانها الراسخ بأن العمل العربي المشترك في مسائل الأمن والاستقرار والازدهار يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها إلى جانب البناء على الفرص المتاحة.

وشدد على أن دولة الإمارات مستمرة في جهودها لتعزيز التعاون العربي لما فيه خير دول المنطقة وشعوبها.

وتعد تلك القمة الثانية من نوعها التي تجمع قادة الدول الثلاث خلال شهر، بعد القمة التي جمعتهم في مدينة العقبة الأردنية 25 مارس/آذار الماضي، وحضرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق.

العلاقات الأخوية القوية بين البلدين تجسدت أيضا بشكل جلي في حرص العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على زيارة أبوظبي 14 مايو/أيار الماضي، لتقديم العزاء للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة أخيه رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتهنئته بتولي رئاسة الدولة، ليكمل مسيرة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الراحل في دعم مسيرة العمل العربي المشترك.

القمة الرابعة

وتعد قمة أبوظبي، المرتقبة اليوم، هي الرابعة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن خلال 3 شهور، بعد قمتي العقبة والقاهرة، والقمة التي جمعتهما خلال زيارة العاهل الأردني لأبوظبي في 25 فبراير/شباط الماضي، وتم خلالها بحث العلاقات الأخوية بين البلدين ومسارات التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب التي تخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

عقد تلك القمم المتتالية خلال تلك الفترات القصيرة يكشف الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية ودعم القضايا العربية ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتتفق دولة الإمارات والأردن على أهمية تغليب الحلول السياسية والسلمية لمواجهة أزمات المنطقة، إضافة إلى تصدر القضية الفلسطينية أجندة سياساتهما الخارجية، وسط توافق في وجهات النظر بينهما بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل تلك الأزمة.

حكمة إماراتية

وتعبر القمم الدورية التي تجمع دولة الإمارات والأردن عن متانة العلاقات الأخوية المتجذرة وأهمية التنسيق بينهما لتحقيق التطلعات المشتركة وتوحيد الصف العربي وتحصين دول المنطقة وحماية أمنها.

كما تجسد إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها، ويتوج سعيها الدائم لترسيخ مبدأ التنسيق والتعاون على المستوى العربي لضمان مصالح دول وشعوب المنطقة ونصرة قضايا الأمة.العين الاخبارية

التعليقات مغلقة.