صحيفة الكترونية اردنية شاملة

منتدى الفكر العربي يستضيف لقاءً يناقش التحديات الأمنية في قارة آسيا

ودور CICA في تعزيز الأمن الجمعي في القارة

 

د.العضايلة: ضرورة إيجاد مفهوم أمني خاص بالقارة الآسيوية لتبني إدارة الخلافات والصراعات والسيطرة عليها
د.أبو حمّور: الأمن منظومة متكاملة ينبغي أن تشمل القطاعات كافة على أساس الاعتماد على الذات وفق استراتيجيات وخطط
الشمايلة: ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والحوار الدبلوماسي وتفعيل دور المؤسسات الفكرية العربية في صنع القرار
الخالدي: الوصول للأمن الجماعي في قارة آسيا يتطلب إرادة حقيقة من الدول الكبرى في المنطقة
البزايعة: للأردن دور الفاعل في (CICA) في ظل ما يحظى به من علاقات واحترام لدى الدول الأعضاء
د. قرباع:أهمية العمل على تكوين فهم جديد في العلاقات الدولية وبناء تفاهمات استراتيجية تضمم عدداً من العناوين المهمة
د.خليل: عدم وجود آليات لبناء الثقة وترتيبات أمنية تأخذ القواسم المشتركة للدول بعين الإعتبار من أسباب التصعيد في المنطقة

عقد منتدى الفكر العربي يوم الخميس 21/7/2022، لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه السفير الأسبق وممثل منظمة (CICA) في الأردن د.عادل العضايلة حول ” مواجهة التحديات الأمنية في قارة آسيا ودور مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة CICA في تعزيز الأمن الجماعي في القارة”، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبو حمّور، كل من: رئيس النادي الدبلوماسي الأردني السيد جمال الشمايلة، وأمين عام وزارة الخارجية الأسبق السيد محمد الخالدي، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية في جمهورية كازاخستان السيد يوسف عبد الغني البزايعة، واللواء المتقاعد والأستاذ في كلية الأمير الحسين بن عبدالله للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية د.محمد قرباع، ومدير المعهد العربي لدراسات الأمن د.أيمن خليل، وحضر اللقاء عدد من المهتمين والباحثين.
أوضح المُحاضِر د.عادل العضايلة أن قارة آسيا تواجه نوعان من التهديدات، أحدهما التقليدي وعلى رأسه الصراعات والنزاعات والسيادة على المناطق المتنازع عليها، والقضايا العرقية والمذهبية، وانتشار الأسلحة النووية، والآخر التهديدات غير التقليدية كالإرهاب والجرائم العابرة للحدود، والأمن السيبراني، والأمن البيئي، وأمن الطاقة.
وأشار د.العضايلة إلى ضرورة إيجاد مفهوم أمني خاص بالقارة، يتبنى إدارة الخلافات والصراعات والسيطرة عليها على أسس مشتركة للتعاون في الحفاظ على الأمن والسلام، في ظل ما يمر به العالم اليوم من متغيرات سياسية وعسكرية واقتصادية وبيئية.
ناقش المتداخلون المتغيرات والتحديات التي طرأت على الساحة الدولية، مؤكدين أهمية استشراف اتجاهات إعادة بناء النظام الدولي، وتعزيز الأمن في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرين إلى دور منتدى المراكز الفكرية للتفاعل وبناء الثقة في آسيا (CICA) في تعزيز الأمن الإقليمي، والتعاون في مجال البيئة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في آسيا.
وأوضح المُحاضِر د.عادل العضايلة أن قارة آسيا اليوم تعد الأكثر حيوية بين القارات، وأنها الأكبر من ناحية المساحة، وحلقة الوصل بين أوروبا وأفريقيا، وموطن لحوالي 67% من سكان العالم، وأن معدلات النمو المرتفعة، والموارد الطبيعية الهائلة المتوفرة فيها، وتفوقها في التكنولوجيا الرقمية والذكاء الإصطناعي من أهم المقومات التي ستجعل لها الدور الأساسي في تشكيل البيئة العالمية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.
وأشار د.العضايلة إلى أن قدرات الدول الآسيوية تتصاعد عسكرياً واقتصادياً، وأن آسيا تضم ست دول تمتلك أسلحة نووية مع ترسانة كبيرة من الصواريخ، وهذا سيكون موازياً للقوة العسكرية الأمريكية وحلف الناتو، مما يؤكد أن هناك تغيير قريب في موازين القوى العالم، وظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وتكون القوى في آسيا جزءاً منه.
وأضاف د.العضايلة أن قارة آسيا أشبه بأوروبا في موضوع التكامل الاقتصادي، إلا أنها ما زالت تعاني من أزمات وتهديدات سياسية وأمنية، منها ما هو تقليدي كالصراعات والنزاعات والسيادة على المناطق المتنازع عليها، والقضايا العرقية والمذهبية، وانتشار الأسلحة النووية، ومنها ما هو غير تقليدي كالجرائم العابرة للحدود، والأمن البيئي، والأمن السيبراني، وأمن الطاقة، والصراع على الموارد والكوارث الطبيعية الكبرى.
وأكد د.العضايلة ضرورة إيجاد مفهوم أمني خاص بالقارة الآسيوية، لتبني إدارة الخلافات والصراعات والسيطرة عليها، على أسس مشتركة للتعاون للحفاظ على السلام والأمن والتنمية، ويعالج التحديات بالتعاون والتنسيق والتشاور، وعدم السماح بتحول هذه التحديات إلى تعقيدات أمنية تتحول مع الزمن إلى خطر أمني.
وتناول د.العضايلة الدور العربي في ظل التشابكات الدولية والإقليمية المعقدة في آسيا، وإعادة النظر في تموضع سياستها الخارجية، وتعزيز علاقاتها مع الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا، وفي حديثه عن منتدى المراكز الفكرية للتفاعل وبناء الثقة في آسيا (CICA) قال د.العضايلة: إن المنتدى يسعى إلى الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في آسيا، وتشجيع الحوار بين الحضارات، وتعزيز التعاون الإقليمي، ومواكبة التطورات والتغييرات التي تجري في العالم.
و في كلمته التقديمية أشار د.محمد أبو حمّور إلى الظروف والأحداث الراهنة التي مرت بالعالم والمنطقة، ولا سيما أحداث الربيع العربي وما أعقبها من تبعات، والصراعات العربية الداخلية في بعض الدول، والتشابكات الإقليمية والدولية التي أثرت بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في الأردن، مبيناً أن نسبة اللجوء السوري في الأردن هي الأعلى في العالم، وأن نسبة التضخم في الأردن وصلت إلى حوالي 3%، وأنه من المتوقع زيادة هذه النسبة في نهاية العام الحالي نتيجة الأزمات وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على المنطقة، وأضاف د.أبو حمّور أن الأمن منظومة متكاملة ينبغي أن تشمل الأمن الغذائي، والأمن المائي وأمن الطاقة، والأمن الاقتصادي، وأن الوصول للأمن يتطلب الاعتماد على الذات، وتعزيز الاستثمار، ووضع خطط واستراتيجيات، وأن أمن الدولة بمفهومه العام يتأثر بموقعها وخصوصاً إذا كانت ضمن سوار ملتهب.
وبَيّنَ السيد جمال الشمايلة التحديات الأمنية التي تواجه قارة آسيا، ودور الحرب العالمية الثانية في إعادة تشكيل الحالة الجيوسياسية وصعود قوة جديدة في العالم، كما تحدث عن دور كل من روسيا والصين في قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، مؤكداً أهمية العمل على تعزيز التعاون الثنائي والحوار الدبلوماسي في المنطقة، وتعزيز دور المؤسسات الفكرية العربية في عمليات صنع القرار.
وأضاف السيد محمد الخالدي أن المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة تنص على حفظ السلم والأمن الدوليين، إلا أن بعض الاتفاقيات والتعاون المشترك بين الدول فشلا في حل الإشكاليات المتعلقة بنظام الأمن الجماعي، مشيراً إلى أن الوصول للأمن الجماعي في قارة آسيا يتطلب إرادة حقيقة من الدول الكبرى والنافذة في المنطقة، وأن تستشعر هذه الدول الخطر الحقيقي الذي يهدد البشرية في ظل ما يعرف بالقوة الصناعية والتكنولوجية، وما ينتج عنها من معدات وأسلحة حربية.
وأشار السيد يوسف عبد الغني البزايعة إلى دور الأردن الفاعل في (CICA) في ظل ما يحظى به من علاقات واحترام لدى الدول الأعضاء، والأسباب المؤدية إلى تأسيس منتدى المراكز الفكرية للتفاعل وبناء الثقة في آسيا، والأهداف المرجوة من تحويله إلى منظمة دولية، مبيناً أن من أهم التحديات التي تواجهها (CICA) في اتخاذ القرارات المتعلقة بقارة آسيا هو نظام الإجماع المعتمد في تطبيق القرارات، لكونها تضم عدداً من الدول الأعضاء ذات وجهات نظر مختلفة في بعض القضايا.
وتحدث د.محمد قرباع عن التشكلات والاتفاقيات الدولية والإقليمية في ظل التطورات الدولية، وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، وظهور الصين كقوة اقتصادية عالمية منافسة، مشيراً إلى أهمية تكوين فهم جديد في العلاقات الدولية، والعمل على إمكانية بناء تفاهمات استراتيجية بين الدول يندرج تحتها عدد من العناوين، وأهمها الطاقة والغذاء، وتعزيز العمل في الجانب الأمني ومواجهة الإرهاب.
ومن جهته بَيّنَ د.أيمن خليل دور أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين في استخدام حق النقض ضد أي قرار بما في ذلك القرارات المتعلقة بالأمن والسلامة، ومنع انتشار واستخدام الأسلحة النووية، وأن منطقة الشرق الأوسط تُعد أكثر منطقة تنتشر فيها التحالفات الأمنية والعسكرية وعملية التزود بالأسلحة، إلا أنها ما زالت تعاني من حالة عدم الاستقرار والاعتماد على الخارج، مؤكداً أن عدم وجود آليات لبناء الثقة وترتيبات أمنية تأخذ القواسم والمصالح المشتركة للدول بعين الإعتبار من أهم أسباب التصعيد في المنطقة.
هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين في اللقاء والحضور حول القضايا التي طُرحت.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.

 

التعليقات مغلقة.