صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن وبريطانيا.. عهد جديد وعلاقات «وطيدة»

يعلن رسميا – بحسب قصر باكنغهام – الملك تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا خلال اجتماع لمجلس الخلافة ، بعد وفاة الملكة اليزابيث الثانية بعد 70 عاما على عرش بريطانيا وعن عمر 96 عاما عاصرت خلالها أحداثا عالمية لم يشهد أحد من زعماء العالم الذين اعتلوا السلطة خلال فترتها ما شهدته من أحداث صنعت تاريخا.

اليوم بريطانيا تشهد عصرا جديدا محليا واوروبيا وعالميا، مرحلة الملك تشارلز الثالث على عرش بريطانيا، وبالتزامن مع مرحلة رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي ستلتقيه اليوم – وهي بذلك الوحيدة التي التقت ملكين خلال أيام قليلة – وعلى الرغم من أن النظام البريطاني ( ملكي دستور ) ويعدّ الملك – كما الملكة قبله – رمزا معنويا لا علاقة له بتسيير أمور البلاد والتي تمنح للحكومة ممثلة برئيس الوزراء ،الا ان الملك تشارلز الثالث وعلى مدى فترة ولايته للعهد و لفترة طويلة عرفت شخصيته وتوجهاته من خلال المشاركات العديدة التي كان يشارك بها وبما يسمح له البروتوكول ، خصوصا وأنه أول الحاصلين -من الاسرة الحاكمة البريطانية على الشهادة الجامعية البكالوريوس في علم الآثار والأنثروبولوجيا والتاريخ كما حاز على شهادة ماستر في الفنون من جامعة كامبريدج.
اهتمامات الملك تشارلز الثالث متقدمة جدا في قضايا البيئة والمناخ وحماية الطبيعة وهذا ملف يهتم به العالم اليوم أكثر من السنوات السابقة ، كما أنه بالمناسبة في مقدمة اهتمامات الرئيس الامريكي جو بايدن ، وللمصادفة فقد تولت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس منصب وزير دولة لشؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية في عهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عام 2014،.. لذلك فالمتوقع أن يكون عنوان « البئية والمناخ « في مقدمة عناوين المرحلة الجديدة ، وقد استضافت (غلاسكو الاسكتلندية العام الماضي قمة المناخ « كوب26» – والتي شارك بها جلالة الملك عبد الله الثاني ، وسوف تستضيف شرم الشيخ المصرية القمة (كوب 27) نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
بريطانيا اليوم تدخل مرحلة جديدة بملك جديد معروف لجميع العالم ،ورئيسة وزراء جديدة تعد ثالث امرأة حديدية تتولى هذا المنصب وهي تواجه تحديات كبيرة -بعد بريكست -وفي مقدمتها الهّم المعيشي للمواطن البريطاني الذي زادت همومه بارتفاعات متواصلة للتضخم والضرائب وانعكاسات الحرب في اوكرانيا على بريطانيا والعالم.
بريطانيا ليست كأي دولة في العالم ، فاذا حدث تغيير بها لا شك وأن العالم يتأثر بصورة أو بأخرى، وتكفي الاشارة هنا الى أن ملكة بريطانيا الراحلة كانت تعد الملكة الدستورية لأربع عشرة دولة من مجموع ثلاث وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها.
نحن هنا في الشرق الاوسط يهمنا تماما ما يجري في بريطانيا وعلى مدى المئة عام الماضية او الـ70 عاما خلال مرحلة الملكة اليزابيث الثانية كانت بريطانيا حاضرة في جميع احداث المنطقة السياسية والاقتصادية ..وتربطنا – كعرب وكخليج عربي وكأردن علاقات تاريخية وطيدة ومتجذرة.
في آخر زيارة للاردن (تشرين الثاني الماضي ) للملك تشارلز الثالث – وكان وليا للعهد وقتها – وسمو دوقة كورنوال، تم التأكيد خلال لقائه جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله وبحضور سمو ولي العهد الاميرالحسين بن عبد الله الثاني على «عمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور بينهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك»، كما اكد جلالة الملك عبد الله الثاني على «أهمية توسيع آفاق التعاون بين الأردن والمملكة المتحدة في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية منها « ، اضافة لاشادة جلالته «بجهود المملكة المتحدة في التصدي لظاهرة التغير المناخي، .. وتطلع الأردن للتعاون مع المملكة المتحدة في تعزيز الأمن الغذائي والتخفيف من الآثارالاقتصادية لجائحة كورونا».
كما يجب أن نتذكر ايضا دور بريطانيا الكبير في مؤتمر «مبادرة لندن 2019 « لدعم الاقتصاد الاردني .
الاردن وبريطانيا تاريخ متواصل من العلاقات الوطيدة – «بين العائلتين المالكتين والشعبين في المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة « – كما وصفها جلالة الملك عبد الله الثاني خلال تعزيته امس للملك تشارلز الثالث ورئيسة الوزراء ليز تراس بوفاة الملكة إليزابيث الثانية ،والمتوقع مواصلة مسيرة التعاون على كافة الصعد وخصوصا «الاقتصادية».

التعليقات مغلقة.